ستظل تسوية ديون الأندية حدثًا تاريخيًا خالدًا لن ينساه الرياضيون جميعًا، وتكمن أهمية التصفير وإقفال القضايا المئوية لدى الفيفا، لتفادي عقوبات دولية صارمة تنتظر الأندية، وتحديدًا ممن غرقت في الوحل وكانت على حافة الانهيار المالي.

‏والأهم في هذه المنحة المليارية أن جميع الأندية ستستفيد منها بنسب متباينة.. اللفتة الكريمة من لدن سمو ولي العهد جاءت في توقيت أشبه بالحالك للأندية، للنهوض بهذا الصعيد المهم، باعتبار أن الثلة الأكبر ممن يقودون دفتها هم الشباب الواعد، الذين يعدون وقود المجتمع ومصدر قوته، وبمقدورهم رسم طريق النجاح لتحقيق رؤية 2030‏، وتحويل الرياضة لداعم اقتصادي وإيجاد الوظائف عن طريق الأندية، ولا ريب أنها ستعود على الخزينة العامة بمكتسبات جمة، وهذا لن يتحقق دون التصحيح الذي لايعد تبرعًا بقدره استثمارًا اقتصاديًا .

وإذا كنا نؤمن أن المكرمة بمثابة الانطلاق بالرياضة السعودية لآفاقٍ مختلفة، فالأكيد أنه تحفيز للاعبين لتقديم أفضل المستويات، خاصة ونحن على عتبة المشاركة في منافسات كأس العالم، والتي تمثل واجهة للدول لإظهار إمكاناتها ومعطياتها من خلال ما تقدمه .

المعطيات التي أنارت دهاليز الأندية مع بداية هذا الشهر الفضيل ستنعكس إيجابًا على معسكر الأخضر، الذي يتجهز للمنافسات العالمية ويحظى بمتابعةٍ دقيقة من رئيس الهيئة العامة للرياضة، الذي يسبر أغوار التجهيز وعيناه ترمق كل الأشياء في سبيل اكتمال الجاهزية، وهذا بلاشك سيحقق إضافة للعمل الذي يقدمه الجهازان الإداري والفني تحديدًا الأخير، الذي سيترجم الاستراتجية الفنية بكل أريحية، في حين يعمل الجهاز الإداري وسط أجواء مريحة، في ظل معاينة الرقيب الذي يدرك اللاعبون أنهم سيجدون الوجه الجميل، حينما يجسدون الصور المأمولة، في حين سيكون العقاب رادعًا لمن يخرج عن النص، ولهذا فإن تواجد تركي آل الشيخ في مجمله انضباطي تنظيمي، قبل أن يكون عقابيا، والتفاؤل يحدونا أن يكون الأخضر بكامل جاهزيته قبل المعترك الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء .