استغلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الإيرانية زيارة ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى مصر لتفبرك أخباراً مزيفة، وتسندها ظلما وبهتاناً إلى صحف إماراتية، كما فعلت أخيراً حيث ادّعت أنها تنقل خبراً يتحدث عن مقابلة مسؤولين سعوديين لآخرين إسرائيليين في مصر عن صحيفة «الخليج تايمز» الإماراتية.

«الوطن» تواصلت مع الصحيفة الإماراتية للتأكد من حقيقة ذلك، حيث صرح كبير محرري الصحيفة «فريش باتالي» أن صحيفة «الخليج تايمز» لم تنشر هذا الخبر عبر صفحاتها أو موقعها الإلكتروني، مشيرا إلى أن الوكالات التي بثت هذا الخبر ذكرت أن «الخليج تايمز» نقلت الخبر عن مراسلها في فلسطين المحتلة، وقال «في الأساس ليس لدينا مراسل في فلسطين».

وأضاف كبير محرري «الخليج تايمز» لـ«الوطن» أن الصحيفة الإماراتية الناطقة بالإنجليزية صحيفة رسمية، ولا يمكن أن تنشر مثل هذه الأنباء المفبركة، مبديا استغرابه من الوكالات الإخبارية التي نشرت هذا الخبر نقلا عن وكالات إيرانية دون التأكد من حقيقة نشره على صفحات «الخليج تايمز».


دفاع المملكة عن القضية الفلسطينية

كشف خبراء سياسيون أن ثقل المملكة ودورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية أغاظ العديد من الجهات المعادية التي تشن هجوما دائما بالنقد والتشكيك وتربط اسم المملكة بإسرائيل.

وأكد المحلل السياسي الدكتور عادل المكينزي لـ«الوطن» أن السعودية تعيش مبادرات على شتى الأصعدة التي تقود المنطقة والإقليم نحو الأمن والاستقرار، حيث حاربت المملكة الإرهاب، وقادت التحالف الإسلامي لأكثر من 40 دولة، مشيرا إلى دورها التاريخي الواضح في الدفاع عن القضية الفلسطينية خلال عقود من الزمن، ودعمها القيادي والريادي في دعم الإخوة الفلسطينين. وقال إن هذه الإنجازات تمثل ثقلا للمملكة على المستوى الخارجي مما يغيظ العديد من الجهات، كما أنها إنجازات تحاصر المشروع الإيراني بالمنطقة، لذا يتصاعد الهجوم والنقد والتشكيك بأهدافها أو ربط المملكة بإسرائيل، فهم يحاولون تشويه صورة المملكة بشتى الطرق، وهذا ما هو إلا محاولات بائسة لتلويث تاريخ وسمعة المملكة ومتاجرة واضحة منهم بالقضية الفلسطينية.  وأوضح عادل أن زيارة ولي العهد تمثل نقطة تحول في المنطقة، خصوصا في ظل دور المملكة المتنامي في تعزيز استقرار المنطقة وتحجيم دور إيران، وربما ظهرت هذه الأخبار المفبركة منهم لشعورهم القوي بأن زيارة ولي العهد وجدت ترحيبا واسعا فحركوا أدواتهم الإعلامية لتشويه صورة المملكة في أعين العالم.


أهداف الحملة

أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة الدكتور محمد الحسيني لـ«الوطن» أن إيران التي تتاجر بالقضية الفلسطينية، وتستغل معاناة الشعب الفلسطيني، وتدفع بعض تنظيماته إلى خيارات انتحارية، هي التي تقف خلف الحملة المشبوهة ضد السعودية. وهنا أيضا يجري استغلال القضية الفلسطينية بشكل بشع في الصراع الإقليمي الذي تخوضه طهران ضد العرب. علما بأن السعودية لا تتعاطى مع النزاعات في المنطقة على أساس أنها صراع إقليمي مع إيران أو غيرها، أو أن لديها مشروعا معينا، فالمملكة لا تفعل سوى لعب دورها القيادي عربيا وإسلاميا في الدفاع عن وحدة واستقرار وسيادة العرب على دولهم.


توقيت زيارة ولي العهد

قال الحسيني إنه بدون شك أزعجت الجولة الخارجية لولي العهد الكثير من أعداء المملكة خصوصا إيران، فحكم الملالي سعى منذ سنوات إلى تشويه صورة العرب والسعودية تحديدا في الغرب من خلال الحديث عن التطرف والغلو، وتوجيه اتهامات باطلة إلى المملكة على أنها مصدر «الإرهاب الإسلامي»، واليوم يجدد هذه الحملة بعدما ظهرت للغرب حقيقة هذه الأكاذيب، وبعدما تيقن الغرب من أن المملكة هي رأس حربة الحرب على الإرهاب، كما أنها في موقع الدفاع عن كل تفرعات الإرهاب الذي تطلقه وتديره طهران عبر الحرس الثوري وأذرعها العربية، وليس من قبيل الصدفة أن كل هذه الجماعات الإيرانية مصنفة كـ«إرهابية» في المجتمع الدولي. وأوضح أن طهران تضيق ذرعا بانعزالها عن العالم، مقابل انفتاح العالم على السعودية، لذلك عادت إلى نغمة التخوين والكذب بالادعاء أن السعودية باعت القضية الفلسطينية، ولكن المستهدف اليوم هو الرأي العام العربي الذي يشعر بالتعاطف مع القضية الفلسطينية، أما في المجتمع الغربي فقد خسر نظام الولي الفقيه مصداقيته منذ زمن بعيد.