كلنا يدرك أن قرار الحزم والعزم الذي انطلقت معه عاصفة الحزم استجابة للشرعية في اليمن، خلال اجتياح الانقلابيين الحوثيين بعض مدن اليمن، خصوصا صنعاء، وما أحدثه هؤلاء المرتزقة من دمار وفساد وعبث في ممتلكات الشعب اليمني الشقيق، وسط صمت عالمي منافق، يريد معه استمرار الحرب رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها المملكة قائدة التحالف العربي في اليمن، مع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، إلا أن المملكة تعاملت مع هذا الموقف المُتَّردد بحزم وثقة وقوة لا تلين رأينا هذا في مشهد تقدم قوات الشرعية وخلفها دول التحالف في جبهات عدة، ولم تبعد الحديدة إلا 9 كلم عن قوات الشرعية، ومع هذا نجزم أنه بقدرة الله، ثم جهود القيادة السعودية، أن تدخل الشرعية وتعود الحديدة إلى الشرعية.

لكن موازين التحرك تكون مدروسة بعناية، حفاظا على دماء الشعب اليمني الشقيق والأسر اليمنية الشقيقة. والذين تابعوا التصريحات التي أعلنها المتحدث باسم التحالف المالكي، يدرك أن قوات التحالف تعمل على أكثر من محور سواء، في شمال شرق صنعاء ومحيطها أو في صعدة معقل الحوثي وعملائه إيران، ولهذا اختلفت مقاييس الدخول هنا وهناك، وأبطالنا على الحدود -عين الله تحرسهم- يتابعون المشهد يفطرون على الثغر وفي يدهم جهاز تحرك العمليات والمراقبة، وفوق الدبابة وعلى ظهر حاملة الباتريوت، أعظم الله لهم الأجر.

وعودة إلى الدبلوماسية السعودية في التعامل مع الحدث، رأينا الاتصالات التي يجُريها سمو ولي العهد، في أكثر من اتجاه في الأوساط الغربية وعواصم القرار، والتأكيد في كل اتصال هاتفي أننا عازمون وجادّون في طرد الحوثي من اليمن، مهما طال الزمن، ولهذا استجابت الأمم المتحدة الآن، في أن تنقل وجهة نظر غريبة وهي إعطاء مهلة للحوار وتهيئة الأوضاع، لكن التحالف يدرك غدر الحوثي الذي أتيحت أمامه أكثر من فرصة، ولعلكم تذكرون الأشهر التي قَضوها في الكويت، وأصبحت عبئا على اليمن وشعبه، وأتصور أنه لا مجال الآن للمهاونة أو تصديق هذه الطغمة الحاقدة من الحوثي وزمرته إيران، لذلك نحن -بإذن الله- قادرون على حسم المعركة كما يقول سمو ولي العهد في أكثر من مناسبة، لكننا نراعي عدة اعتبارات، نحن اليوم -ومع سياسة النفس الطويل- بدأنا نلحظ تساقط رموز الحوثيين واحدا تلو الآخر، ورأينا كيف أن بعضهم ينقل عائلاتهم إلى الدول المجاورة، إحساسا بالهزيمة وقرب الفرار، وهذا ما أكده عبدالملك الحوثي في قوله.

بدأنا نلمس تراجعا على الأرض لمصالح تتضح منها ملامح الهزيمة بإذن الله قريبا.

إن ما يحدث على الأرض الآن في اليمن، مؤشر قوي على حسم المعركة، وإلا ما معنى تطويق صعدة، والدخول إلى أطراف مطار الحديدة، والزحف نحو المدينة وتهيئة كل الطرق التي تعجّل بإنهاء أزمة اليمن.

هذه هي سياسة الدبلوماسية السعودية التي تضع سلما وعدلا في المحافل الدولية، وتنقل الصورة الصادقة لما يجري في اليمن من عبث الانقلابيين وأعوانهم من حزب الشيطان في الداخل والخارج.

ستظل المملكة -بإذن الله- سائرة على هذا الطريق مهما كلفنا ذلك لاستعادة باقي المدن اليمنية، وعودة الحياة إلى طبيعتها، فهل يتحقق ذلك في شهر النصر، شهر رمضان المبارك؟ هذا ما يتطلع إليه الغيورون والمحبون لليمن وأهله.