سألت ذات يوم أحد حكماء هذه البلاد عن سر عداوة حمد بن خليفة لنا فقال إنه لا يعرف حقا، لكنه يذكر عندما كان شابا صغيرا يقف خلف الملك خالد في استقبال وفد قطري فيه حمد بن خليفة وعم له فلاحظ الملك خالد تقدم الشاب على عمه، مما ضايق الملك فأشار له بلطف بوجوب احترام عمه وقدمه عليه، قال إن الشاب بدا ممتعضا ومتضايقا كأنه لأول مرة يعرف شيئا اسمه قيم وأخلاق واحترام الأكبر سنا.

هذه القصة تجعلني أفهم الخلاف بين آل سعود وآل نهيان من جهة ونظام الحمدين من جهة أخرى، أنه خلاف قيم وأخلاق وليس خلافا ماديا، يؤكد ذلك ما ستشاهده في فيلم ما خفي أعظم الذي أنتجته قناة الجزيرة نفسها، وستلاحظ فيه اعتبارهم استجابة ومناصرة السعودية والإمارات للشيخ المنقلب عليه والمخلوع والمطلوب من الإنتربول ببلاغ من ابنه اعتداء عليهم.

وهذا يثير التعجب فعلاً، فأي إنسان لديه أقل المبادئ والقيم سيسوؤه ما يحدث لرجل على مشارف السبعين تأتيه الطعنة من فلذة كبده، ولو أنه ربى كلبا لما عضه الكلب، فكيف يعضه ابنه؟!

لكن الفيلم يشير لرأي نظام الحمدين في المسألة، وهو أن هذه المناصرة لحكومة شرعية هي خيانة ومساندة أب عقه ولده إيذاء للجار، مما يظهر بما لا يدع مجالا للشك أي قيم يؤمنون بها وأي أخلاق يستندون عليها.

إن كل هذه في الأعلى يجعل من المؤكد أن المعركة مع هذا النظام هي معركة أخلاق وقيم يؤكدها ما تفعله قناتهم من توزيع للأكاذيب وصناعة للزور، ودعم للاختلاق روعوا به أمن دول عربية انتهت بسببهم محتلة من فارس في أسوأ مرحلة يمر بها العرب في تاريخهم كله.

لذا في رأيي أن الانتصار عليهم سيكون سريعا جدا إذا ابتدأ وانتهى في المكان الذي يظهر فيه ضعفهم، ألا وهو القيم والأخلاق.

وأعني بالانتصار بكسب الشعب القطري الحبيب الذي أعرف أنه كان له موقف كاره قبل الأزمة من الحمدين، وبسبب عوامل ما يظهر للناس أنهم يساندوه، وهذا موضوع مقال الغد.