كلما أطل أمين عام حزب الله الإرهابي حسن نصرالله على الشاشة وتحدث إلى جمهوره تضمن خطابه فقرات عن المملكة العربية السعودية، وبدأ بالتصعيد ضدها والتحريض عليها، وهذا إن دل على شيء فهو على حجم المأزق الذي وضع هذا الحزب نفسه به، وأصبح بحاجة إلى مادة يستخدمها شماعة لكسب تعاطف جمهوره الذي بدأ يتململ منه ومن سياسته التي زادت الفقر والعوز والحرمان والجريمة داخل بيئة الحزب، وأصبح الوضع أكثر مأساوية عن قبل.

إن حقد حزب الله وقيادته على المملكة العربية السعودية يأتي بسبب قيام المملكة بفضح مشروع هذا الحزب منذ بداياته ورفضها الاعتراف به على أنه مقاومة، وكون المملكة الجهة الواحدة في العالم العربي التي لم تقع في فخ هذا الحزب، ولم تصدق كذبة ما يسمى بالمقاومة، وعملت لسنوات على إظهار حقيقة هذا التنظيم الإرهابي الخبيث الساعي إلى تدمير المجتمعات العربية وتشتيت أبنائها وتفريقهم وإشعال نار الفتنة بينهم سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، خدمة لمشروع رسمه له المقبور الخميني ومن بعده الخامنئي الرجيم.

واستمر الحقد من هذه الميليشيا بعد أن فضحت حرب تموز التي افتعلها حسن نصرالله الخبيث وتسبب بدمار كبير في لبنان، فكانت مغامرة غير محسوبة النتائج انتقدتها المملكة وطالبت الحزب بوقف مثل هذه الأعمال التي تؤدي إلى مزيد من الدمار والقتل في لبنان، إضافة إلى إضعاف الاقتصاد وزيادة الدين العام على لبنان وتوريطه في مشاكل لا يستطيع تحمل عواقبها مع المجتمع الدولي.

أضف إلى ذلك أن دور المملكة العربية السعودية الداعم لدول المنطقة وشعوبها قطع الطريق أمام إيران ومشروعها الإرهابي الخبيث الذي كان حزب الشيطان حسن أحد أدواته، وكانت المملكة بذلك القائد الكبير لجميع هذه الدول، والمسؤول الأول عن حمايتهم وحماية أراضيهم فقادت حربا ضد إيران وميليشياتها في اليمن، وقبلها أرسلت قواتها إلى البحرين دفاعا عن شعبها وقيادتها، وقدمت مساعدات بمئات ملايين الدولارات إلى الشعب السوري داخل سورية وفي دول الجوار في لبنان والأردن والعراق، وفتحت أرضها لمئات الآلاف من العرب للحصول على فرصة عمل أفضل يستطيعون بها مساعدة أنفسهم وعائلاتهم وتطوير أنفسهم، ليصبحوا بحق شعوبا أفضل تحقق ما تطمح له وتراه واقعا ملموسا.

إن المملكة العربية السعودية التي يكن لها حسن نصرالله كل هذا الحقد هي التي استضافت عشرات آلاف اللبنانيين، منهم شيعة من قرى الجنوب والبقاع وبيروت، وأمنت لهم فرص العمل على أرضها، وهي نفسها التي أعادت إعمار قرى وبلدات في الجنوب والبقاع وبيروت، إضافة إلى قيامها بدعم الاقتصاد اللبناني بمليارات من الدولارات على شكل استثمارات وودائع في مصرف لبنان للحفاظ على الليرة اللبنانية ومنعها من الانهيار، وهذا ما زاد من حقد الحزب على العلاقة التي تربط السعودية بلبنان، وأنها كانت دوما الجهة التي تمنع هذا الحزب من السيطرة الكاملة على هذا البلد والصعود في المركب الإيراني الآيل إلى الغرق في أي لحظة بسبب العقوبات الدولية على نظامها وميليشياتها، والحصار الدولي عليها واتهامها بدعم التنظيمات الإرهابية، والمساهمة في قتل الشعب السوري والعراقي، والتورط في دعم الحوثي على الانقلاب على الشرعية واستهداف السعودية بصواريخ باليستية لم تستثن حتى مكة المكرمة والعاصمة الرياض أو المدينة المنورة.

إن حقدهم على مملكة العرب السعودية هو بسبب نجاحها دائما، واليوم أكثر بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم والأمل والمستقبل المشرق للسعودية وأبنائها وكل المنطقة العربية دون استثناء من المحيط إلى الخليج، فهذه المملكة استطاعت وبوقت قصير الانتقال من مرحلة إلى أخرى وهي مستمرة بالانفتاح والتطور والتحضير لمشاريع هي الأضخم على مستوى العالم ضمن رؤية 2030 التي تحمل على عاتقها وضع المملكة في مصاف الدول السياحية والثقافية والمالية والسياسية والاقتصادية، وجعل المواطن السعودي رائدا في كافة المجلات وقياديا لمشاريع مستقبلية ستكون الرائدة في صدارة المشاريع الدولية.

في النهاية ستبقى مملكة العرب السعودية في الصدارة تحرق قلوب أصحاب المشاريع الإرهابية الخبيثة، إيرانيين كانوا أم مرتزقة لها في لبنان والعراق واليمن وغيرها من الدول، وستنتصر لمشروع العروبة في وجه ولاية الفقيه، وستمنعها من تحقيق حلم خبيثها المقبور الأكبر الخميني في رفع علمها على عواصم عربية، بما فيها عاصمة المسلمين مكة المكرمة، وسيبقى الحكم لآل سعود رجال هذا الزمان، وستبقى الكلمة لهم وهم الأسياد على عرش العروبة في مواجهة كل الأطماع، فارسية كانت أم إسرائيلية.