من كرم الله تعالى بارئ الوجود من العدم، أنه قدر المصائر وأعطى البشر أعمارا وقدَّر أرزاقها، وحمى البشرية من الأخطار، وألهمها كل ما فيه سعادتها، وبعث فيها المبشرين والمنذرين والحكماء والمصلحين.. كما علمنا عن الأنبياء والهداة، يوحى إليهم من السماء ما يقوّم سيرة الناس على امتداد الزمان، بعد أن ذهب عصر الحيوانات المتوحشة «الديناصورات» وغيرها خلق أبانا آدم من تراب، وأنزله في الأرض خليفة، أنجب فيها ذرية توارثت الخلافة وتفرقت في أنحاء الأرض تبني وتعمر وتعبد الله جل وعلا، كل أمة بما مكنتها شرائعها، وجعل من آدم وذريته أنبياء وصلحاء لا عدد لهم، كان آخرهم وخاتمهم من الصفوة العربية بهذه الجزيرة المباركة، «المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم» كان رحمة على العالمين، بشّر بإصلاح العالم وجمعه على كلمة واحدة.

الجزيرة العربية قبل البعثة المحمدية معزولة ببداوتها ووحشيتها إلى أن جاء النبي الهادي ووحد قبائلها وأهلها على كلمة سواء، قضت على الفتن وعلى الحروب.

رزق الله الأمة العربية وجمع الشمل حول هذه الدعوة، هذبت أخلاقها وأزالت ما بينها من ضغائن، فقربتها من إخوانها البشر في العالم للتعايش وتبادل المصالح وتوطيد الأمن أما من ارتكب جريمة فحسابه على خالقه.

خص الله بلادنا الطاهرة بالحرمين الشريفين، أنعم علينا بخدمتهما، يأتيهما المسلمون من كل حدب وصوب للحج والعمرة والزيارة، يجدون كرم الضيافة والعناية الفائقة، ما جعل دولتنا حماها الله قبلة وقدوة ومنارا.

قام مؤسس الدولة العربية الرجل العبقري الملك عبدالعزيز وأسرته الماجدة بنهضة لا مثيل لها، التم حولها شعبها، توارثت القيادة الصالحة تطبيق الشريعة واجتثاث الفساد والمساواة بين الرعية، فكان ما كان ويكون من الملوك المتعاقبين من تنمية، وإصلاح صورتنا مع الأمم المتقدمة في كل المجالات الحياتية.

الملك سلمان «يحفظه الله» وولي عهده المجدد لدولتنا السعودية يدفعان ببلادنا إلى مدارج الفلاح والصلاح، نرفع لهما أجمل التهاني والتبريكات ولأسرتنا المالكة الملتفة حول بعضها، ولشعبنا النبيل الأصيل على ارتباطه المطلق ومكافحة التشرذم والتفرق والتشدد، كل عام والجميع بخير وسعادة.