جمع مواطن من مدينة البكيرية 300 من النباتات البرية المهددة بالانقراض في مزرعته الخاصة، خوفا عليها من الاندثار، ولم يكتف بهذا فقد أخذ على عاتقه توفير هذه النباتات بإهداء الشتلات والبذور النادرة لكافة المحميات الخاصة والحكومية.




300 نبات مهددة بالانقراض


قال العميد عبدالله منصور البراك لـ«الوطن» إن «اهتمامي بالنباتات البرية بدأ منذ الصغر، فقد كنت ألازم والدي المهتم بالنباتات البرية، ومنذ 30 عاما بدأ التصحر يدمر العديد من النباتات، فخشيت من اندثار بعض الأنواع، فبدأت في جمع النباتات المهددة بالانقراض، ورعايتها، وبالتدريج تمكنت من زراعة 300 نوع من النباتات البرية الصحراوية الموجودة بالمملكة، معظمها نادر مثل نبات أرطا النقاوي والذي لم يشاهد منذ 70 عاما، وكان يستخدم بالسابق في تبخير الملابس، وكذلك شقائق النعمان، ونبته الشقر، وشجرة اللويزة، والزعتر».


تدهور الغطاء النباتي

أوضح الأستاذ في جامعة القصيم، ورئيس مجلس إدارة جمعية «آفاق خضراء» البيئية الدكتور عبدالرحمن الصقير، أن «النباتات البرية أحد الموارد الطبيعية المهمة التي تحرص كل دول العالم على المحافظة عليها وتنميتها، لما لها من أهمية اقتصادية وبيئية وعلمية وجمالية وثقافية، وتبلغ أنواع النباتات الطبيعية في المملكة ما يقارب 2250 نوعا، منها أكثر من 100 نوع نباتي مهدد بالانقراض».

وأضاف أن «الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة عانى خلال العقود الماضية تدهورا شديدا، وشارفت أنواع كثيرة من النباتات على الانقراض نتيجة الإهمال، وعدم الجدية في تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بحماية هذا المصدر الطبيعي البالغ الأهمية، فاختفت بعض الأنواع النباتية كليا أو اقتصر وجودها على بعض المحميات الخاصة، أو في مناطق وعرة لا يصلها الإنسان أو حيوانات الرعي».




قطع الأشجار

كشف الصقير أن «أهم مسببات تناقص الغطاء النباتي قطع الأشجار، والرعي غير المنظم، وأنشطة التعدين، ومقالع الصخور، وتزايد أعداد السيارات التي تجوب الصحاري، فقد قضى الاحتطاب الترفي غير المنضبط على مئات الآلاف من الأشجار والشجيرات التي لا تقدر بثمن من الناحية البيئية والاقتصادية، ويبقى الرعي الجائر أكثر الأسباب تعقيدا وأشدها تدميرا للغطاء النباتي، فمئات الآلاف من الماشية التي ترعى بكل حرية ودون أي نوع من التنظيم تسببت في تعرية التربة، وإزالة الغطاء النباتي وفقدان الموارد الرعوية، واندثار أنواع نباتية مهمة في مساحات شاسعة من الوطن».




تنمية النباتات

أبان رئيس مجلس إدارة جمعية «آفاق خضراء» أن «هناك الكثير مما يمكن عمله لحفظ وتنمية الغطاء النباتي بشكل عام، والأنواع المهددة بالانقراض على وجه الخصوص، والخطوة الأولى الحفاظ على نباتات البيئة المحلية بالمنع الصارم لقطع الأشجار، وتغليظ العقوبات على المتاجرين بالحطب المحلي، وتقييم الأثر البيئي لأنشطة التعدين ومقالع الصخور، والتشديد عليها بالتزام المعايير البيئية، كما أن إعادة النظر في نمط الرعي السائد، وانتهاج إستراتيجية ملائمة للمراعي من شأنهما أن يحدا من التدهور الحاد للغطاء النباتي الطبيعي، وأيضا تعزيز التنوع النباتي بالتوسع في إنشاء المحميات الطبيعية، مع توفير الحماية الضرورية لمحتوياتها، وكذلك تشجيع ودعم إنشاء المحميات الخاصة وتنظيمها لضمان استدامتها وتعظيم الاستفادة منها».




15 محمية

قال المدير العام لمركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف، المتحدث الرسمي للهيئة أحمد البوق لـ«الوطن»، «لا توجد محميات خاصة بالنباتات فقط، وإنما هناك محميات يكون فيها التنوع النباتي عالي جدا كمحمية جبل شذى ومحمية بريدة شمال أبها، وعدد المحميات المدرجة تحت إدارة الهيئة السعودية للحياة الفطرية 15 منطقة معتمدة، منها 3 مناطق بحرية و12 منطقة برية، تبلغ مساحتها الإجمالية 87 ألف كيلو متر مربع»، مشيرا إلى أن الهدف من المحميات المحافظة على التنوع الأحيائي، سواء للنباتات أو الحيوانات.

وحول آلية المحافظة على المحميات، أبان أن «محميات الهيئة السعودية للحياة الفطرية توجد عليها رقابة من خلال الجوالين وحراس الأمن والسلامة داخل المحميات وعلى أطرافها، إضافة إلى الدوريات للحماية من الاختراق والتعدي، إضافة إلى المراقبة الجوية».

ولفت البوق إلى أن «الحيوانات تلعب دورا مهما في حيوية النظام البيئي، وفي وجود النباتات، فعلى سبيل المثال هناك كثير من النباتات تعتمد على الطيور في التغذي على بذورها، وبالتالي تخصيب البذور من خلال مرورها بالجهاز الهضمي للطيور وبعض الثديات يساعد على انتشار النباتات بمناطق أخرى عن طريق الفضلات»، مشيرا إلى أن الحيوانات تشكل مشكلة على النباتات عندما يكون هناك ضغط للرعي أعلى من الطاقة الرعوية في المكان.