كثر الحديث مؤخراً عن ملف السياحة في لبنان والفوائد التي ستعود للخزينة والاقتصاد نتيجة توجه عشرات آلاف الأشقاء العرب إلى لبنان، ولكن لم يفكر معظم من تحدث عن موضوع تشجيع المواطن الخليجي على قضاء عطلته الصيفية في لبنان على أن أكثر من 60% من الفنادق والمطاعم والمتاجر وحتى المقاهي تعود ملكيتها لممولي حزب الله في لبنان، وأن المستفيد الأول من الموسم السياحي سيكون التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على كل مفاصل الدولة اللبنانية من مطارها إلى حدودها.

إن أفضل الطرق للتعامل مع دولة واقعة تحت سيطرة تنظيم إرهابي ينتحل صفة سياسية تتمثل في البرلمان وكبيرها تاجر مخدرات ومروج لها، هي بأن تتم مقاطعتها حتى يتم العمل من قبل ساستها على ترتيب أمورهم الداخلية ووضع حد للنشاط العسكري المتزايد لهذا التنظيم الإرهابي، الذي يمتلك السلطة لاختيار مرشح لرئاستها ورفض آخر، ما يؤكد حجم الكارثة التي وقع فيها لبنان في السنوات الأخيرة.

إن المطلوب وبشكل صريح من دول الخليج العربي دون استثناء أن تقاطع لبنان في هذه المرحلة وتفرض عقوبات على كل دولة تسهم في زيادة القوة التي يتمتع بها حزب الله وسياسيون آخرون حوله، وبالأخص رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، الذي يعتبر أحد الأذرع التي تعمل كحزب مرتزق لخدمة مصالح الحزب ومن خلفه إيران في لبنان، وتقدم لهما الغطاء في عملياتهم العسكرية في سورية وغيرها من المناطق، وتغطي تطاول الحزب وتحريضه على دول الخليج العربي وبالأخص السعودية ودولة الإمارات.

إضافة إلى المطلب الأول فإن على دول الخليج العربي منع الطيران القادم من لبنان أو المتوجه إلى لبنان من عبور الأجواء الخليجية أو التزود بالوقود في مطارات خليجية، ورفض استقبال أي سياسي لبناني لا يحمل مشروعاً يواجه حزب الله، خصوصاً في ظل تزياد حدة الخطابات العونية ضد السعودية ودول الخليج، وتمسك عون بتحالفه مع حزب الله ودعم النظام السوري، وصوت وزير الخارجية وهو صهر ميشال عون ضد قرارات عربية، وتحول من وزير خارجية بلا خلفية سياسية حقيقية إلى صهر الصدفة التي حولته إلى وزير خارجية، ينظّر على الدول ويعطيها دروساً في الوطنية والأخلاق، وكأنه لا يدري أنه قبل ولادته بسنين طويلة كانت هذه الدول تُدرس السياسة وتعلمها لمن هم أكبر منه.

اليوم القرار يجب أن يكون واضحاً بمقاطعة شاملة للبنان الساقط في مستنقع حزب الله الإرهابي ومحاسبة المسؤولين عن ذلك،

لا يجب أن نشارك تحت أي ظرف بتدعيم أي سياسي حرض علينا وتسبب بضياع لبنان من يدنا.

يكفي هذا الوطن كل هذا الخذلان والتخلي عنه واستخدامه لتحقيق المصالح الشخصية، ولنحاسب جميعاً في الداخل والخارج، ولنمنع التسيب الحاصل عبر وقف أي اتصالات مع حكومة تضم حزب الله واعتبار لبنان في المرحلة القادمة دولة راعية للإرهاب بسبب الغطاء الذي تقدمه لحزب الله في سورية واليمن والعراق وحتى في أميركا اللاتينية.