كشف قائد اللواء الأول حرس حدود في الجيش الوطني اليمني العميد هيكل حنتف، عن قرب قطع خطوط إمداد الميليشيات الحوثية بين صعدة وصنعاء، مؤكدا أن قطع رأس الأفعي سيتم حسمه قريبا.

وأوضح حنتف في لقاء خاص مع «الوطن»، أن جبهات القتال اليمنية تشهد تحركات حثيثة حققت خلالها قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي انتصارات ميدانية كبيرة، وسط انكسارات متتالية لفلول الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، مشيرا إلى أن الشرعية تمكنت في محافظة الجوف الحدودية، مؤخرا، من السيطرة على مساحات واسعة وصلت إلى تخوم صعدة غربا وجنوبا مع عمران وصنعاء، حيث ساهمت هذه الانتصارات في تضييق الخناق على المتمردين في معقلهم الأول بصعدة، التي يطوقها الجيش الوطني من مختلف الجهات، ومن قمة جبل حبش الإستراتيجي المطل على مديرية برط التابعة لمحافظة الجوف، في وقت توغلت قوات العميد حنتف قرابة 150 كيلومترا في مناطق برط العنان وخف الشعف خلال الفترة الماضية.


حررتم مؤخرا مساحات كبيرة من المناطق الحدودية المحاذية لمحافظتي الجوف وصعدة حيث مقر اللواء، ما أهمية تحرير هذه المناطق؟ وكيف تقيمون مستوى جاهزيتكم القتالية؟


أولا: أشكركم على إجراء هذا الحوار، لإطلاع الرأي العام على واقع وحقيقة ما يجري شمال اليمن من معارك بين الشرعية والمتمردين، لكشف زيف الحوثيين وتضليلهم المواطنين عبر انتصاراتهم الوهمية.

ثانيا: يعتبر «اللواء الأول حرس حدود» حديث النشأة، إلا أن منتسبيه وبدعم وإشراف من القيادة العسكرية العليا للشرعية وقيادة المنطقة العسكرية السادسة، تمكنوا من إحراز انتصارات ميدانية كبيرة في المناطق الحدودية الممتدة من الجوف حتى بعض مناطق صعدة. وأؤكد أن إيماننا بعدالة قضيتنا الوطنية والدفاع عن الوطن والثورة من المتمردين وكافة الجماعات الإرهابية من أهم عوامل الثبات والتقدم ميدانيا.


ماذا عن مهمة مكافحة تهريب المخدرات التي باتت تلجأ لها ميليشيا الانقلاب؟


تم تجهيز وحدات خاصة بهذا الشأن، وتمكنا خلال الفترة الماضية من ضبط كميات كبيرة من المخدرات في عدة عمليات يقدر حجمها بمئات الكيلو جرامات من الحشيش والمخدرات، وتم تسليمها للجهات المعنية، كما تم ضبط أكثر من عملية تهريب للسلاح المتجه للأسواق.


ما تقديراتكم لخسائر الميليشيات خلال الأشهر الأخيرة؟


يمكن القول بأن قتلاهم بالمئات بينهم عشرات القيادات الميدانية، وجثثهم المتناثرة في الجبال والوديان خير شاهد على حجم الكارثة التي ترتكبها بحق المدنيين، كما أن الصليب الأحمر قام بنقل عشرات الجثث من قتلى المتمردين لذويهم. ومن أبرز القيادات الميدانية للميليشيات التي لقيت مصرعها هنا مسؤول الأمن الوقائي للمتمردين في الجوف المدعو «أبو روح الله»، وغيره الكثير.


ما أهم المناطق التي تم تحريرها حتى الآن ؟ وما هي أهميتها؟


نفذنا عدة عمليات قتالية، حققنا خلالها انتصارات عديدة، ويمكن القول بأن معركة الجوف وتحريرها من الميليشيات تشكل أهمية في استكمال تحرير صعدة وعمران ومحافظة صنعاء، ويعتبر وصول الشرعية لمديرية «برط» مهما لتحريرا محافظة الجوف، ما يعني الوصول إلى «دماج» في صعدة و«حرف سفيان» في عمران، وبالتالي قطع شريان الإمداد للميليشيات ما بين صعدة وصنعاء.

وتعد «برط» أقرب الأماكن المطلة على محافظة صعدة والتي منها سيصل الجيش الوطني الى الحشوة وقطع الإمداد عن «كتاف»، ومن ثم عزل إمدادات الميليشيات وتحركاتهم إلى «البقع»، كما أن وصولنا إلى «برط» يسهل السيطرة على منطقة «آل سالم» التي تعد أقرب نقطة إلى «دماج» في صعدة.


برأيك كيف يعوض الحوثيون هذا النقص؟


 تواجه الميليشيات عجزا كبيرا في تعويض خسائرها بالمراكز القيادية، لكن فيما يتعلق بالأفراد فإنهم يسعون لجلب أكبر قدر ممكن من المقاتلين بشكل عشوائي دون تدريب، ومن ضمنهم الأطفال الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة بين ضحايا الميليشيات، التي وسعت حملاتها للتجنيد في صفوفها بين طلاب المدارس وغيرها من الوسائل لتجميع المقاتلين، ويزج بهم للمعارك بشكل سريع وفي كل الأحوال تبقى معركتهم خاسرة بكل المقاييس.


ما هي خطوتكم القادمة؟ وهل تشكل الألغام عائقا أمام تقدمكم؟


طبعا نحن ندرك أن الميليشيات قامت بزراعة الآلاف من الألغام خاصة على الطريق الأسفلتية، ولدينا معلومات استخباراتية عن مناطق زراعتها، وكميتها ولذا كانت تحركاتنا دقيقة ومدروسة. وقامت الفرق الهندسية بنزع الآلاف من تلك الألغام، منها ما هو حديث الصنع ومنها القديم، كما تنوعت بين صناعة محلية وأخرى خارجية، ومختلفة الأحجام والمهام. وبشكل عام تخلصنا منها ولم تشكل عائقا أمام تقدمنا.

وخطوتنا القادمة تضييق الخناق على الميليشيات وقطع خط الإمداد بين صعدة والعاصمة صنعاء على طريق استكمال معركة «قطع رأس الأفعي»، التي انطلقت قبل أشهر لاجتثاث التمرد في معقله بصعدة، والتي نأمل معها انتهاء معاناة أبناء الشعب من سياسات الانقلابيين العبثية وعودة الأمن والاستقرار لكل ربوع الوطن.

 


ما تأثيرات تساقط قيادات الميليشيات على سير المعركة؟


بلا شك لذلك تأثير سلبي على مقاتليهم خاصة وأنه يغرس لدى من ينجو منهم انطباعا عن همجية قياداتهم وسوء تقديرهم للمعركة. كما أن ترك بعض القيادات للأفراد في الميدان أثر على باقي العناصر، في وقت تشهد صفوف المعارك هزائم نفسية كبيرة بالتزامن مع عجز القيادات على الدفع بالمزيد أو المواجهة كما كانت سابقا.


كيف وجدتم حال سكان المناطق التي تم تحريرها ومستوى التفاعل الشعبي معكم؟


 كان لأبناء المناطق المحررة دورا مهما في دحر الميليشيات، نتيجة لما لاقوه من تسلط وظلم وجوع وفقر، بحيث أصبح عدد كبير من أبنائهم في المواقع الأمامية للجيش الوطني ويساهمون في مواجهة عصابات التمرد. وتم إنشاء وحدة أمنية لضبط أمن واستقرار الأهالي، فيما تسعى قيادة المحافظة لتذليل كافة الصعوبات وتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين بعد تقديم دفعات من المعونات الإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة.


كيف تقيمون التنسيق والدعم العسكري واللوجستي لقوات التحالف العربي؟


 هناك إشراف وتنسيق تام بين اللواء وقيادة العمليات المشتركة في منطقة الخضراء بشكل عال، ونقوّم المهام المناطة بنا وفقا للهدف العام المحدد من العمليات المشتركة، وهي خطط مدروسة، الأمر الذي مكننا بفضل الله من تحقيق الانتصارات السابقة وفي طريقنا لتحقيق ما تبقى من أهداف.

وأود أن أوجه الشكر والتقدير لقوات التحالف التي لم تتوان في مساندتنا عسكريا ولوجستيا وفنيا، حتى وصلنا إلى هذا الموقع الإستراتيجي المطل على «برط العنان» وعدد من المناطق المجاورة لها.


ماذا عن غنائم الجيش الوطني من الأسلحة وما مصيرها؟


 تمكنا من استعادة كميات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ومنذ الوهلة الأولى تم تطبيق الأنظمة واللوائح العسكرية المتعلقة بهذا الشأن، وقد تم جمع كميات لا بأس بها من الأسلحة، إلى جانب ما دمر من الميليشيات من الأسلحة الأخرى.


من تصريحات حنتف


دعم التحالف لنا مستمر وفي جميع المجالات


لا تشكل الألغام عائقا في تقدمنا الميداني


لم تجد الميليشيات من تجند سوى الأطفال


قيادات التمرد تتساقط بكثرة


تفصلنا مسافات قليلة لقطع رأس الأفعى بصعدة