تكملة لحديث سابق نتابع أهمية الآثار دليلا حضاريا للأمم.

في هذه الأيام، اتفقت رغبة السياحة والآثار وبعض مشايخ عسير للقيام بهذا الواجب، مع اعتزاز لمن سبقهم من الأعيان بما لديهم من آثار في أنحاء المنطقة.

بادر الشيخ «أحمد معدي» بتجديد «قصر مالك»، أدركت بناءه في الخمسينات الهجرية على يد جده «أحمد علي معدي».

وكان لأبي جده «علي» ولصلات بيننا ولجوارنا «بوادي سبل» في بني مالك، لما دخل والدي -رحمه الله- «المعلامة» يتطلع آنذاك للتعليم، وفتح الله عليه بتلاوة القرآن الكريم، وقراءة بعض الكتابات، فكان يزور عائلتي بين فترة وأخرى، ويأخذ والدي رديفا على حصانه ويذهب به إلى منزله، لتلاوة أو كتابة ما لديه من خطابات، وبعد يوم أو يومين يعيده إلى أسرتي، وهكذا استمر الحال إلى أن توفاه الله تعالى.

تم بناء القصر على يد الشيخ «أحمد علي معدي» وأدى دوره في خدمة أبناء القبيلة واستضافة غيرهم. حل بعده بنوه «عبود أحمد وعلي أحمد» إلى أن جدده الحفيد «أحمد علي معدي». القصر رمز للقبيلة، ومركز لهم، ولكنه تهدم بعد أمطار متوالية.

وقوف أمرائنا على بعض حواضر عسير، وسؤالهم عن تلك الآثار، فتوحدت رغباتهم مع طموحات مناطقهم، بإعادة هيكلة تلك المباني تجديدا للآثار، وتم لهم الإنجاز فيما بدؤوا به، فهناك من بدأ وأنجز، ومن يعمل جاهدا بإتمام المطلوب.

لقد تغيرت أنماط البناء، وخرج الناس من القرى إلى مدن جديدة مبنية على أحسن الطرز، لكن تبقى الآثار جزءا من تاريخ المنطقة وحضارتها، والاهتمام بها جدير بهذه الخطوات الناجحة.