ربما تعرفون Trevor Noah مذيع أميركي من أصول إفريقية لديه برنامج ساخر يومي من السياسة ومن المجتمع، شخصيته لطيفة وتحظى بإعجاب كبير في كل مكان في العالم، وليس شرطاً الرضا عما يقول، خصوصا عندما يفاجئ الآخر بمقدرته على السخرية منه بنفس منطقه وبنفس منطقته.

آخر معاركه المثيرة تعليقه على فوز فرنسا بكأس العالم، حيث ردد عبارة إفريقيا تفوز بكأس العالم عدة مرات وببهجة شديدة أثارت غضب السفير الفرنسي، ومن ثم عبرت المحيط الأطلنطي نحو أوروبا وأغضبت الفرنسيين كلهم حتى الأفارقة، لأنهم اعتبروه نزع عنهم حق الانتماء للبلد الذي ولدوا فيه، ولَم ير الفرنسيون الأصليين في أي تعليق على إفريقية المنتخب ثناءً، كما حاول بعض جهابذة السعوديين أن يفعلوا بالإشارة إلى عدالة فرنسا مع أبناء المهاجرين، ففي كل الحالات هناك إقصاء مؤذٍ.

على كل حال نوح استطاع أن يبرر ما قال وبدا خطابه موجها بالدرجة الأولى للشباب الأفارقة، قال لهم أنا لا أخرجكم من دائرتهم بل أدخلكم في دائرتي، ثم تطلع نحو السياسيين الفرنسيين وواجههم بالحقيقة المرة التي عانى منها أبناء المهاجرين، فقال عندما يتورطون في جريمة هم مهاجرون، وعندما تتحدثون عن الوظائف تعتبرونهم مهاجرين، وعندما يفوزون بكأس العالم تعتبرونهم فرنسيين.

على كل حال العنصرية ورقة رابحة في كل العالم والسياسيون يستخدمونها جيداً، يظهرونها متى شاؤوا ويخفونها متى أرادوا، وأنت لا تستطيع إيقافهم لكن تقدر على السخرية منهم، والسخرية سلاح عظيم لنزع القيمة عنهم وتعريتهم من أخلاقهم الزائفة، وهذا كاف جداً.