إذا كان الإيقاع الفني للكرة السعودية تطور وأصبح هناك لاعبون على مستوى عال من الكفاءة الأدائية داخل الميدان، وبات الأخضر السعودي يناور ويرسم تفاصيل جميلة، الأمر الذي منحه رقماً مميزاً على الصعيدين القاري والإقليمي، فإن الرياضة السعودية لم تتجاوز الدائرة الضيقة في المجال الاقتصادي خلال السنوات الماضية، وأصبحت الأندية تعتمد بشكل كبير في تدوير عملها على ما تجنيه من هبات أعضاء الشرف، فضلاً عن مستحقاتها من الاتحاد السعودي لكرة القدم، علاوة على المبالغ الزهيدة التي تأخذها من بعض الشركات الراعية، والأرقام التي تجنيها قد لا تفي، هذا التوجه الضيق كما أسلفت كان حال الماضي، أما في الحاضر الزاهر وتحديداً بعد أن امتطى تركي آل الشيخ دفة الرياضة فقد تبدلت الأجواء وارتقت الأندية إلى مؤشرات سامقة بعد أن سلخت ديونها ووضعت في قالب يمكنها من الدلوف إلى دائرة الخصخصة، وجاءت أولى بوارق الأمل بتنصل بعض الأندية من الشركات التي كانت ترعاها، تلك النقلة لاحت بعد توسّع آفاق الفكر الاقتصادي والتفاعل مع المكتسبات، ما يؤكد أن أنديتنا في الوقت الحالي مقبلة على نهضة اقتصادية تتواءم مع الرؤية التي وضعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لتعزيز جميع الأصعدة، وقطاع الشباب والرياضة يعد من أهم الركائز التي تهتم بها الدولة.

أعود لنقطة الارتكاز والمتمثلة بالتطلع الاقتصادي للأندية التي يتوقع أن تعيش وسط رغد بفضل المكتسبات الداخلية التي ستصب في خزائنها، أولاً قبل أن تأكل الشركات القصعة الأكبر كما كانت الأحوال في الماضي، لأن الأمور حالياً اختلفت، حيث لمسنا عن كثب النقلات السريعة التي كانت ثمارها تحفيز الأندية من الداخل وتحريك معطياتها لتكوين مصادر دخل ثابت، والأكيد أن هذا أمان اقتصادي، ويتعين علينا جميعاً التفاعل مع ذلك الحراك بداية باستقطاب كوادر اقتصادية مؤهلة تدير عجلة هذا الجانب لكي تكون الكيانات مصادر في البناء والتعمير والاستثمار وتوظيف الكوادر الوطنية، وسط منظومة متكاملة، ومتى ما فُعِّلت هذه الجوانب على أرض الواقع ستكون واجهة الرياضة مختلفه والعطاء في أعلى مؤشراته فنياً واقتصاديا.