البعض يعتقد أن ما يحصل في باكستان لا يعنينا بشكل مباشر، وأنه لا فرق بين سياسي وآخر هناك. ولكن الحقيقة التي تغيب عن البعض، هي أن ما سيحصل بعد الانتخابات الباكستانية القادمة في 25 يوليو 2018، سيكون كمن يفتح أبواب الجحيم على إيران وميليشياتها في المنطقة، خصوصا لجهة التحركات في الداخل الإيراني ضد خامنئي والحرس الثوري الإيراني، وهو ما تم بالفعل تجربته أواخر ديسمبر 2017، بعد خروج مظاهرات في إيران استهدفت مقرات الحرس الثوري، ونددت بسياسات الخامنئي.إن ما بعد الانتخابات في باكستان لن يكون بأي شكل من الأشكال كما قبلها، بل على العكس فإن الأحداث ستزداد وتيرتها، والتحركات في إيران ستتوسع رقعتها لتصل إلى مناطق كانت لوقت قريب تعدّ هادئة وغير مضطربة، وسيكون النظام الإيراني تحت ضغط هذه التحركات الشعبية، إضافة إلى الضغوط الدولية عليه، بسبب العقوبات التي سيبدأ المجتمع الدولي تطبيقها من نوفمبر، والتي ستضع إيران في وجه العاصفة بشكل كبير، وستمتد هذه الضغوط لتتوسع أيضا رقعة التظاهرات في العراق ضد الإيراني والأحزاب والميليشيات التابعة له، مما سيؤدي إلى حل بعضها والتخلص من بعضها الآخر، مما سيسمح للعراق بالتنفس بعيدا عن مجرى الرياح الإيراني الملوث، والمثقل بالأزمات التي تبدأ في إيران ولا تنتهي في سورية، بل وصلت إلى إفريقا وجنوب أميركا، إذ تم ضبط خلايا إرهابية للنظام الإيراني وحزب الله في نيجيريا مؤخرا.

إن المتابع للأحداث السياسية مؤخرا، يعرف أنه بعد قمة هلسنكي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، زاد الشرخ بين الإدارة الأميركية والمؤسسات، وأصبحت الأمور هناك أكثر تعقيدا، مما أظهر قوى المؤسسات في الضغط على الإدارة، وإجبار رئيسها على التراجع عن تصريحات وتعليقات خلال القمة مع بوتين.

وعليه، فإن هذا الشرخ ستكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بعد الانتخابات الباكستانية، وسنرى العراق وسورية في حالة مختلفة تماما عما نشهده اليوم، خصوصا فيما يتعلق بالوجود والنفوذ الإيراني الذي سينحسر ويصبح نادر الظهور، بل أكثر من ذلك سيكون الإيراني في وضع لا يحسد عليه بمواجهة مع الأحزاب والميليشيات التي سينقطع عنها الدعم بسبب العقوبات ومنع استيراد النفط، والمقاطعة مع هذا النظام الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تهجير الملايين باتجاه الاتحاد الأوروبي، مما تسبب في زيادة الضغط الاقتصادي على هذه الدول، ولا ننسى أن تسبب الإيرانيين في أحداث اليمن وقصف السعودية بالصواريخ، زاد من إصرار المجتمع الدولي على الضغط على النظام الإيراني الذي لم يحترم أي قرارات دولية فيما يتعلق باليمن وقبلها سورية، ووقف التدخل في شؤون لبنان، وتسليح الميليشيات في اليمن وسورية والعراق، كحزب الله والنجباء والحوثيين ولواء فاطميون، وغيرها.  إذًا، وباختصار شديد، تنتهي الانتخابات في باكستان ونبدأ فصلا جديدا من الأحداث والتصعيد في وجه الإيراني وميليشياته من داخل إيران وخارجها، لتكون هذه المرحلة عنوانا بارزا في ملف أثقل المنطقة بالمشكلات والخلافات، ولعلها تكون المرحلة الأولى على طريق الخلاص من نظام إرهابي، حرم شعبه من حقوقهم، ووزع أموالهم على الميليشيات الإرهابية اللبنانية والعراقية واليمنية، وأوصل المنطقة إلى حافة الهاوية، بسبب أحلامه التوسعية على حساب السلام والعلاقات المشتركة بين الدول المتجاورة.

لننتظر المرحلة القادمة، ولنتكاتف معا في خندق واحد ضد ولاية الفقيه وميليشياتها الإرهابية، وليكن عنوان هذه المرحلة واضحا لجهة العمل، على أساس إزالة النظام الإيراني وزعزعة أركانه، مما سيعود بالمنفعة على المنطقة ككل، فإذا سقط شيطان قم الأكبر علي خامنئي، سيسقط بعده حسن نصرالله، وعبدالملك الحوثي، وباقي الإرهابيين في العراق والمنطقة، وسينعم الشرق الأوسط بالأمن والسلام والازدهار.