حققت نجاحات عدة عاطفيا وعمليا، ورغم جمالها لم تقع في ما تتورط فيه الجميلات من علاقات سيئة مع رجال سيئين، واحتفظت دائما بحد فاصل بينها وبين رؤسائها، وعلمتهم أن ليس كل فاكهة تؤكل، ولا كل وردة تقطف، والشعر الذي يسافر في كل مكان قد يتحول إلى شوك إذا ظننت أن صاحبته قد تبيع نفسها بالسماح لك بلمسه، في الواقع هي كائن بتجربة غنية في عالم غربي، حقوق المرأة فيه لها سقف زجاجي، تخبرك عنه النساء اللواتي تحطمت رؤوسهن عندما حاولن تجاوزه، لذا كان سؤالها عن كيف حدث ذلك متطلبا، خاصة لمن لديه بنات مثلي، وربما مثلك، فردت: كنت أخرج مع والدي في مواعيد منذ كنت في الخامسة من العمر، بدأنا نذهب وحدنا إلى مدن الملاهي وانتهينا في المطاعم الفخمة والطاولات التي تفصلني عنه فيها الشموع، كان في كل مرة نخرج فيها معاً يعلمني حقيقة عن الرجال بطريقة غير مباشرة تقترن دائما بجعلي الطرف الآخر من المعادلة، وتنتهي بأنني النتيجة الأفضل، والبعض يمكن أن يكون قيمة أو لا شيء، دائما كان يذكرني بقيمتي وأن لا أقللها أبدا، يخبرني عن النساء اللواتي تركن أثراً في قلبه، وكلهن كن يجدن كلمة لا والقلة يعرفن نعم، وعندما وقعت في الحب كان ينبهني لحقيقة فهم الرجال للحب والمناقضة تماما لفهمي. أقنعني والدي أن أتصالح مع ضعف جسدي وأن أجعل ذلك نقطة لصالحي عند زوجي، أذكره بها حتى لا ينساها وسط نجاحاتي، فكان دائما يشاهد وهو يحيط وسطي بذراعه، وهو أكثر شيء تحبه النساء في أزواجهن، على كل حال قالت لي هذه السيدة الكثير لكن ما استوقفني هو أن أكثر مشاكل النساء في حياتهن هو أنهن لا يعرفن الرجال، والرجل والوحيد القادر على إخبارها بحقيقة الرجال هو والدها وليس حتى أخيها، والدها فقط يستطيع أن يراها جزءا منه وليس نظيرا ولا منافسا. لذا ما تحتاجه الفتاة هو أن تجد تلك الساعات والأمسيات مع المصدر الحقيقي والصادق لكل خططها في عالم يعج بالرجال شاءت أم أبت.