أصدر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أمس قرارًا باستمرار دوام المعلمين والمعلمات دون الطلاب والطالبات عند تعليق الدراسة نتيجةً للتغيرات المناخية، على أن يكون قرار التعليق صادرا من لجنة مركزيّة تابعة للوزارة.

وجاء القرار صادمًا للكثير من المعلمين والمعلمات الذين سيضطرون للدوام في مدارس خالية من الطلاب والطالبات دون أن يكون لتواجدهم أي فائدة، كون عملهم مرتبط بتواجد الطلاب والطالبات داخل الفصول، بل سيعرضون أنفسهم وصحتهم للخطر خاصة من يعملون في مناطق نائية وبعيدة عن مقر سكنهم ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، وكذلك لمن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، ويجبرون على الدوام في أجواء مغبرة، وسيصلون لمدارسهم ليجدونها امتلأت بالغبار والأتربة، عطفًا على تعرضهم لخطر السيول والحوادث المرورية في حال كان تعليق الدراسة بسبب الأمطار والتقلبات الجوية.


تنظيم جديد

أعلنت وزارة التعليم أمس عن ترتيبات جديدة قالت إنها ستطبق مطلع العام الدراسي المقبل تجاه الحالات التي يتم بموجبها تعليق الدراسة بسبب الظروف والمتغيرات المناخية، مبينة أن اتخاذ القرار النهائي لتعليق الدراسة سيصبح ضمن مسؤولياتها بشكل مباشر بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في إمارات المناطق ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني.  وأسندت الوزارة في قرار وزعته على مدارسها أمس مسؤولية قرار تعليق الدراسة في المدارس نتيجة الظروف المناخية إلى لجنة مركزية تم استحداثها مؤخراً، برئاسة نائب الوزير، وعضوية وكيلي التعليم للبنين والبنات، ووكيل الشؤون المدرسية، ومدير عام الأمن والسلامة، ومدير التعليم في المنطقة التي يتم فيها التنبيه للأحوال المناخية المتغيرة، في حين حدد القرار مسؤولية تعليق الدراسة في الجامعات لمديري الجامعات بعد التنسيق مع اللجنة المركزية في وزارة التعليم. كما أوكلت الوزارة للجنة المركزية صلاحية التعليق نتيجة الظروف المناخية في مدارس دون أخرى، وفي مناطق تعليمية معينة دون الحاجة للتعليق في كافة مدارس المنطقة، كما يحق لها تعليق الدراسة للطلاب والطالبات فقط دون المعلمين والمعلمات وأعضاء الهيئة الإدارية الذين يلزم تواجدهم في المدارس للتحضير والاستعداد والتهيئة للأيام الأخرى. ونص توجيه الوزارة على مسؤولية أولياء الأمور في اتخاذ القرار المناسب تجاه أبنائهم الذين يعانون ظروفًا صحية تمنع حضورهم إلى المدرسة نتيجة التقلبات المناخية في حال عدم تعليق الدراسة.


#تعليق_الدراسة_لايشمل_المعلمين يصل إلى الترند

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها «تويتر» بتعليقات غالبيتها ترفض قرار الوزارة باستمرار دوام المعلمين والمعلمات دون الطلاب في حال تعليق الدراسة، وتصدر هاشتاق #تعليق_الدراسة_لايشمل_المعلمين ترند «تويتر» منذ الدقائق الأولى لصدور القرار صباح أمس.

وكتب المغرد «خالد العواجي»: «ما فائدة حضور المعلمين من دون الطلاب؟ هل يوجد إجابة مقنعة؟ هل أحد فكر بمن يسافر مسافة 300 كم وأكثر؟ هل يدرك حجم الخسائر النفسية والمالية؟».

وقال مغرد رمز لاسمه بـ«غالي الأثمان»: «عند حدوث الظروف المناخية الصعبة من أمطار وسيول وغبار فالتعليق يكون لصعوبة الوصول إلى المدرسة، وهذا الظرف يتعرض له المعلم أولاً وأخيراً، لأن الطالب تكون مدرسته بجانب بيته ولا يعيقه للوصول لها شيء، أشك في القرارات المطروحة ومدى فاعليتها».

فيما قالت «فطوم»: «هل تعرفون المشقة التي تقع على معلمة تقطع مشوار 220 كم وأكثر، وبالنهاية بدون طالبات!؟».

أما «حزام بن ثايب» فقال: «التعليق كلّه يوم أو يومين في الترم، وهذا لا يعني شيئا للمعلم، ولكن ما يعنينا هو التعامل الغريب من الوزارة تجاه المعلمين والمعلمات، وكأن هناك حرب باردة ومواجهة نفسية لهم، السؤال الأهم متى يأتي الوزير الذي يقف في صف المعلمين؟».

وأرفقت «زهرة البنفسج» صورة لباص معلمات مهشّم وقد تحوّل لونه للأحمر من آثار الدماء، وعلقت قائلة: «سأحكي لكم قصة صورة الباص، زميلاتي قبل 3 سنوات ونصف، يومها كانت أمطار غزيرة والإدارة لم تعلق الدراسة، فخرجن من المدرسة، ووقفن ساعتين عند الوادي حتى تلاشى السيل، ومشين مع الطريق والأرض مبتلة، فانزلقت شاحنة تسير خلفهن فصدمتهن وتوفيت معلمتان».

فيما قال المغرد «عبدالله الجريّد»: «تدرون أقرب مثال لمثل هذا القرار المضحك أن تكون حاجز رحلة بالطائرة، ويتم إيقاف سفر الركاب خوفاً عليهم من الأحوال الجوية، لكن على الطائرة أن تطير مع الكابتن والطاقم الموجودين!».

أما «تهاني السالم» فكتبت: «أنا لا أداوم بجوار بيتي أو في نفس مدينتي مثل بقية الموظفين، أداوم في قرية نائية وطريقها على وادي قد يسبب لي الموت».

بينما قال «مسفر الجهني»: «المعلم لم يفكر باليوم الذي تعلق فيه الدراسة، ولكن أن تُشن حرب على المعلمين في كل تصريح بدلا من تحفيزهم، هذه كارثة».

ولم تكن كل التعليقات رافضةً للقرار بل أيدها آخرون من بينهم المغرد «خيّال» الذي قال: «بذلك تبدأ المساواة بين موظفي الدولة، مسألة تعليق الدراسة سواء بغبار أو مطر خوفا على أولادنا وليس على المعلمين».


بعض قرارات وزارة التعليم المتعلقة بإجازة المعلمين

2011 - يناير:

منحُ المعلمين والمعلمات الحاصلين على أكثر من 90 درجةً في استمارة الحوافز إجازة تصل إلى 74 يومًا أي بزيادة 22 يومًا عن بقية معلمي المرحلة الابتدائية غير الحاصلين على حوافز، وكذلك معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية.


2014 - يوليو:

توزيع الخطة الدراسية لصفوف المرحلة الابتدائية على 18 أسبوعًا للفصل الدراسي الأول، و17 أسبوعًا للفصل الثاني، بحيث يستمر دوام الطلاب في جميع المراحل حتى نهاية الفصل الدراسي.


2015 - مايو:

تقديم مواعيد إجازة المعلمين والمعلمات في مدارس التعليم العام والمقررة سابقاً بتاريخ 1 رمضان، على أن تبدأ إجازة شاغلي الوظائف التعليمية في المرحلة الابتدائية بالصفوف الأولية العاشر من شعبان والعليا بتاريخ 17، والمتوسطة والثانوية بانتهاء يوم 24 من الشهر ذاته.