كيف تدفع الصحف السعودية الكاتب السعودي إلى الهجرة للصحف الخليجية، أو غير الخليجية ثم تنطوي على نفسها وتموت؟ ما الذي حملها على قرار كهذا؟ لا تخسر فيه مثقفين سعوديين بل قارئا سعوديا، سيصبح المصدر الذي يثق فيه إعلام خليجي وليس سعوديا، ولن ينافسها في الثقة بالإعلام الرسمي «تويتر» و«فيسبوك»، خصوصا مع وجود الذباب الإلكتروني.

هذه الثقة من القارئ السعودي ستتوجه إلى إعلام غير سعودي، يخدم بالدرجة الأولى مصلحة البلاد التي ينطلق منها، ومهما حاول الكاتب السعودي فيها سيظل مرتبطا بالخطوط والأهداف والسياسات التي يحددها البلد المضيف.

قد يقول قائل، إن الكاتب السعودي خارج دائرة الشكوك، وقد نقول له كن واقعيا، حتى صحيفة الجارديان لن تستكتب كاتبا لا يمجد العمّال واليساريين، ولو نشرت مقالا على مضض لأحد المحافظين ستحرص أن يكون تأثيره صفرا، بل إن تمجيدها لليسار عابر للقارات، فدعمت بقوة المرشح للرئاسة في مصر خالد علي، وجرّب أن تتصفحها لتتأكد، فهي تعيش بأموال المساهمين اليساريين، ولن تغامر بفقدهم، وهذه حقيقة الإعلام في كل مكان.

فـ«سي إن إن» لا تحارب ترمب من منطلق مبدأ، بل لأنها ديمقراطية وهو جمهوري، وكذلك الصحف الخليجية ستخدم أهداف حكوماتها وهي تخدم مصالحها، المصالح التي نتفق معها اليوم، وقد نختلف معها غدا، من يدري؟

كما أن الكاتب السعودي في الصحف الخليجية أو غيرها سيجد نفسه في مأزق تجاه نقاش قضايا خاصة بالمجتمع، أو انتقاد وزارة سعودية أو أنظمة قضائية من منبر غير سعودي، وجرأته لن تحسب له، بل عليه، وربما رفضت الصحيفة الخليجية أو غيرها ذلك منعا للإحراج، حتى في أمور نتمتع الآن بحرية كبيرة في نقاشها في الصحف السعودية.

لكن من حقنا أن نسأل: ما البديل للصحف السعودية؟ هل هناك خطة؟ لأنه إذا لم تكن هناك خطة فستكون لغيره خطة، ولن تكون لمصلحتنا أبدا.