في الحقيقة هي سياسة سعودية وبروتوكول أصيل تتبعه القيادة منذ البدء وهو الترفع عن مقابلة الأذى بالأذى، فإن ساءت أخلاقهم فأخلاق الملوك لا تسوء، وإن كذبت عباراتهم فالملوك لا يكذبون.

هكذا سمعنا خطب الملك فيصل رحمه الله وقت كانت بعض الإذاعات العربية تشتمنا، وعندما قامت الحرب لم يفتقدوه، وهكذا أيضا رد الملك فهد رحمه الله على صدام وقت كانت إذاعته تمتلئ بقيح الشتائم ففتحت السعودية أبوابها للاجئين، وبنت الخيام لأسرى الحرب، وكما فعل الملك عبدالله رحمه الله بالعفو عمن حاول اغتياله، والملك سلمان رعاه الله لم يخرج عن القاعدة ولا الأسس الملكية والتقاليد الأصيلة.

ففي الوقت الذي أحرق بعض الفلسطينيين صور ملوكنا وتناول السعودية بعضهم بالشتم كان الملك مشغولا بكيف يرتقي بتعليمهم وأفضل طريقة لخدمة الشعب الفلسطيني بعيدا عن الشعارات الحماسية، فقدم للأونروا في اختيار ذكي 50 مليون دولار تصرف معظمها في تعليم الشعب الفلسطيني، وأي عطاء يماثل أو يقارن فتح المدارس والكليات ومنح الطفل الفلسطيني أداة العلم ليصنع حياته ومستقبله.

وفي الحقيقة قبل ذلك بكثير كان الملك المفكر مشغولا بالفلسطينيين ليس فقط الذين في غزة والخليل، بل الذين في سورية في المخيمات، فقد قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم برنامج تنفيذي لتقديم الغذاء للاجئين الفلسطينيين في المناطق الأكثر تضرراً في سورية.

بل إن خادم الحرمين لم ينس الأوقاف خاصة أوقاف المسجد الأقصى والقدس عامة من دعمه، حيث تبرع هذا العام بـمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وهو يدعمهم معنوياً واتصالاته مع أميركا توضح ذلك، ولم يتوقف رغم كل ما نوقن أنه يعلمه من اتهام وتجريح من الحمساويين وغيرهم.

إن ذلك درس سلماني للسعوديين في الخلق وحسن التعامل والصبر على الأذى، وكيف تحمي نفسك من أن تكون ردة فعل لأي تصرف حسن أو كان رديئا، فأنت الفعل نفسه وأنت المبتدأ وكل ما يفعلونه زبد سيذهب ويبقى الخير والطيب والأصل الحسن.