أفردت تقارير غربية مطلعة، مؤخرا، آخر تطورات العلاقة التركية اليونانية، مبينة أنها تسير على طريق حرب محتملة، يغذيها القوميون في كلا الدولتين، بسبب نزاع السيادة على جزر بحر إيجة.

وتطرقت مجلة Foreign Policy الأميركية في تقرير حديث لها، إلى وجود أزمة عسكرية حقيقية بين أثينا وأنقرة، وهما الدولتان العضو في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، مشيرة إلى أن النزاعات السيادية أحدثت أجواء مشحونة بين البلدين، ودفعتهما لخوض حروب عدة في القرن الماضي.




أجواء مشحونة

يأتي ذلك، في وقت تفاقمت التصريحات التركية المشحونة للحكومة اليونانية، في وقت تتهم أنقرة أثينا بأنها تؤوي عناصر وقيادات عسكرية متورطة في محاولة الانقلاب الفاشل الذي وقع منتصف عام 2016. وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الأسبوع الماضي، بأن حرس الحدود التركي أزال العلم اليوناني من جزيرة «إزلت» بعدما وضعه بها يونانيون، في وقت سابق، لكن السلطات اليونانية نفت حدوث ذلك وأكدت وجود العلم في مكانه. وأضاف «إنه من غير المقبول أن تقوم اليونان بحماية من شاركوا في محاولة الانقلاب» حسب تعبيره، وهي تصريحات اعتبرت تصعيدا جديدا في علاقات الدولتين.

وأكدت المجلة أن هذه التصريحات سبقها حادث مقتل طيار يوناني بعدما تحطمت طائرته أثناء تنفيذها مهمة قتالية لاعتراض طائرة حربية تركية، مؤكدة أن الطائرات الحربية التركية انتهكت المجال الجوي اليوناني أكثر من 30 مرة خلال أبريل فقط. وأشار التقرير إلى أن الموقف من تركيا يعد نقطة اتفاق بين الحكومة والمعارضة على حد سواء في اليونان، مشيرة إلى أن ائتلاف اليسار الراديكالي «سيريزا» برئاسة تسيبراس يعتبر أن الحكومة التركية تتصرف بشكل غير مناسب، فيما يقول اليمينيون إن الحكم في تركيا أصبح سلطويا ويهدد استقرار المنطقة، بحسب قولهم.

وتطرق التقرير إلى أن سياسة أنقرة حول السيادة في بحر إيجة، قد تعيقها الأجواء المشحونة في المنطقة، والتصعيد العسكري المتوتر في سورية من جهة، والتهديدات الكردية من جهة أخرى.


اتهامات مباشرة

من جانبه، كان وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا، عمر جليك، قد صرح بأنه لا يمكن لليونان أن تُبرر حماية الإرهابيين المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، باستخدام القانون، منتقدا فيها إفراج القضاء اليوناني عن أحد الانقلابيين المطلوبين من قبل تركيا.

وأصدرت المحكمة الإدارية العليا في اليونان مؤخرا، قرارا بالإفراج ضمن شرط الرقابة القضائية المؤقتة، عن أحد الانقلابيين الأتراك الفارين إلى اليونان سليمان أوزقينقجي، وهو ما اعتبرته أنقرة إيواء يونانيا صريحا للعناصر الانقلابية، في وقت فر نحو 8 عسكريين أتراك إلى اليونان، بعيد المحاولة الانقلابية عام 2016 على متن مروحية عسكرية، وتقدموا بطلبات لجوء هناك.




أبرز أسباب التوتر

01- التنازع السيادي على بحر إيجة

02- إيواء اليونان عناصر متورطة في محاولة الانقلاب

03- الانتقادات الأوروبية لأنقرة في مجال حقوق الإنسان