مع اقتراب إدارة ترمب من حرب تجارية عالمية، اجتمع أهم اقتصاديي أميركا اللاتينية في منتجع بويرتو فالارتا بالمكسيك في 23 و24 يوليو المنصرم لرسم مستقبل التكامل الإقليمي. كان الدافع وراء هذا التجمع دعم تحالف المحيط الهادئ، وهو تجمع تجاري إقليمي متزايد الأهمية يضم المكسيك وشيلي وكولومبيا وبيرو.

لقد أظهر تحالف المحيط الهادئ حيوية ملحوظة منذ إطلاقه لأول مرة في عام 2011، الأمر الذي مكّنه من اجتياز درجة من عدم الاتساق الداخلي التي ابتليت بها المجموعة منذ البداية. ومن هنا جاء لغز تحالف المحيط الهادئ: إنه مفهوم جدير بالاهتمام لا يمثل بالكامل الواقع الجغرافي أو الاقتصادي للمنطقة. وذلك قبل أن يأخذ المرء في اعتباره مجموعة الأعضاء المتزمتين على نحو متزايد، بدءا بأستراليا وكندا ونيوزيلندا وسنغافورة في عام 2017، والتي ستنضم إليها الإكوادور وكوريا الجنوبية قريبا.

وفي آخر تجمع للحلف في بويرتو فالارتا بالمكسيك، شارك أكثر من 50 مراقبا من بلدان بعيدة مثل بيلاروسيا وصربيا والإمارات العربية المتحدة في الإجراءات التي اتخذها الحلف، كما شارك في عدة مئات من رجال الأعمال التنفيذيين كأعضاء أو مراقبين في حلف المحيط الهادئ.

 كانت قمة الأسبوع الماضي استعدادا للقمة الرابعة عشرة التي سيستضيفها الرئيس فيزكرا في بيرو عام 2019، حيث من المتوقع أن يحدث استقبال قادة جدد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وبالتالي، يتمثل التحدي الذي يواجه الحلف في كيفية الاستمرار في دفع وتيرة التكامل وسط الرياح السياسية المتغيرة في المنطقة، علما بأن التقدم الذي حققه الحلف حتى الآن في مجال التكامل التجاري كان مثيرا للإعجاب. ففي مايو 2016، خفضت الدول الأعضاء المنضوية إليه التعريفات الجمركية على 92% من الواردات والصادرات، مع التخلص من الـ8% المتبقية في السنوات الخمس المقبلة.

كانت الهجرة مجالا آخر للتركيز، حيث حققت الدول الأعضاء تقدما في المحادثات المتعلقة بجواز سفر واحد، ورفعت متطلبات التأشيرة قصيرة الأجل حتى ستة أشهر، كوسيلة لزيادة التبادل السياحي والأكاديمي والتجاري. ومما يثير الاهتمام أن الدول الأعضاء في الحلف اتخذت خطوات لترشيد قواها الدبلوماسية في الخارج، من خلال الجمع بين السفارات في الخارج في غانا وفيتنام والمغرب والجزائر وأذربيجان.

يجب على قادة المكسيك وشيلي وكولومبيا وبيرو مضاعفة جهودهم للاندماج في الحلف، والتفكير في أفضل الطرق للتفاعل مع البرازيل والسوق المشتركة الجنوبية «MERCOSUR»، وتقييم إضافة أعضاء ومشرفين جدد لتلبية الضرورات الإستراتيجية للمحافظة على هيكل داخلي متماسك يمكن أن يساعد في الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية الجديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبفضل طاقته ورؤيته المتجددة، يمكن للحلف أن يساعد في إعادة تشكيل هذه المنطقة الحيوية من العالم.


دانيال ب. إريكسون*

 *زميل أقدم بمركز بن بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية في واشنطن- موقع (جلوبال أميركانز) الإلكتروني