مع انتشار وسائل التواصل الحديثة، أصبحنا نواجه ظاهرة جديدة، وهي ادعاء السعادة. نحن لا نرى من حياة الناس إلا الجانب المشرق والمبهج فيها.

هذه الزاوية الصغيرة من حياتهم تفتح لنا باب المقارنات الخاسرة. نحن بطبيعتنا نتمنى ما عند الآخرين، وننسى أننا نملك ما يتمناه غيرنا.

الإنسان بطبعه جشع طماع لا يعجبه شيء، ولا تتوقف رغباته وأمنياته عند حد معين. ولذلك، عندما أُتيحت لنا فرصة التعرف على حياة الناس، خلال وسائل التواصل دخلنا في متاهة المقارنات. تحدث المقارنات بشكل عفوي وطبيعي حتى في أبسط التفاصيل. لاحظ أول الأفكار التي تصل إلى عقلك عندما ترى أحد المشاهير وهو يصور منزله، سيارته، أثاثه، مجوهراته...الخ. كل هذه الأفكار تدور حول التمني لما عنده أو الحسرة على ما عندك.

لهذا، من الطبيعي أن تكون أنت الخاسر الأكبر إذا قارنت بما لا تملك أو بما هو أفضل من الذي تملك. هذا الباب -باب المقارنات- إذا لم تسيطر عليه سيسيطر عليك دون أن تشعر، ويحولك إلى شخص مكتئب حزين بلا أسباب واضحة.

كل شيء تعتقد أنه جميل في حياتك ستقضي عليه المقارنات، لأنك حتما ستجد ما هو أجمل منه، وبالتالي سيصغر في عينيك.

نحن نتابع كثيرا من المشاهير، ومن كثرتهم قد نعتقد أن كل الناس أثرياء، وأجسامهم رشيقة، وجميلون، وموهوبون، وننسى أن هذه هي أسباب شهرتهم!

تذكر دائما أن هناك كثيرا من الأشياء الجميلة في حياتك، والتي لا يملكها غيرك بل ويعدّها حلما يتمنى تحقيقه، حتى أبسط الأشياء، وهي قراءتك هذا المقال بعينين سليمتين.