ربما شاهدتَ ممثلة مصرية في مسلسل أو فيلم تقولها وعيناها تشعان حباً وأملاً لرجل يجلس بينها وبينه مأذون نكاح جعلها تردد خلفه «على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان» زوجتك نفسي، ولربما تساءلت هل لهذا أصل شرعي ومستند يقوم عليه في الحقيقة، إذا كنت درست أصول الفقه ستعلم أن أول من منح المرأة حق ولاية نفسها في الزواج ليس أبو حنيفة، ولكن السيدة الحميراء الناقلة الأولى والأهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة أم المؤمنين، والتي قامت بنفسها بتزويج ابنة أخيها عبدالرحمن من المنذر بن الزبير ابن شقيقتها، أثناء غياب عبدالرحمن بن أبي بكر في الشام، لكنه عندما عاد تحدث بلسان الرجل العربي إلى شقيقته، فقال وهل مثلي يفتأت على بناته، وربما أوجع ذلك عائشة، فهو يظل أخاها ولا ترضى له مثل هذا الشعور، فحدثت المنذر لكن ما حدث بعد ذلك أن عبدالرحمن استرد كرامته وهدأ غضبه، وقال ما كنتُ لأرُدَّ أمراً قَضَيْتِيه، فقرَّت حفصةُ عند المنذر، ولم يكن ذلك طلاقاً. الموطأ. تناول الفقهاء هذا النص وبحث بعضهم عما يسقطه ويبرر رفضه لكن القصة في موطأ مالك، ولو أعدتها على عقلك ستوقن في داخلك أن أبا حنيفة لديه كل الحق في مذهبه الفقهي.

على كل حال المذهب الحنبلي يرفض ذلك، ومن تزوج نفسها يفسخ نكاحها، لكن لا يعد ما حدث بينهما زنا إن حدث شيء، لأن شبهة النكاح لا زالت قائمة.

السؤال هل النساء يفعلن ذلك أعني يزوجن أنفسهن دون علم أحد؟

في الحقيقة نعم، وقد تكون قصة سيدة الأعمال التي زوجت نفسها من سائقها الباكستاني وما ظهر وما خفي أكثر، فإنكار عائلة المرأة أو إخوتها وأوليائها لحاجتها لا يعني مطلقا عدم وجودها أو عدم وجود خطة لإشباعها بالحلال دون علمهم، لذا السؤال الثاني لماذا نعرض النساء لتجربة لا يعلم عنها أحد، أو حتى شبهة التعرض لعرضها خاصة لو شاهدها أحد مع الزوج الخفي وهو لا يعلم أنها مع زوجها.

هل نحتاج برامج توعية للأولياء بما أننا حنابلة نخبرهم فيها عن حاجات النساء، والتي تماثل حاجاتهم، وأنها عند المرأة لا تسقط بمرور الزمن كما يعتقدون، وتجاهلها خطير على مشاعرها وحياتها؟

هل نخبرهم عن كم كان عمر أم سلمة عندما تزوجت الرسول صلى الله عليه وسلم؟، فلربما كان ذلك أقوى من الدراسات التي تثبت أن النساء صالحات للزواج في أي سن على عكس الرجال.