فوجئ العالم -نهاية الأسبوع الماضي- بتلك البيانات الجادة التي أطلقتها المملكة الحازمة في وجه من يحاول تجاوز الخطوط الحمراء، ويمس سيادة الدولة أو يقترب من شؤونها الداخلية، كالذي أطلقته وزيرة الخارجية الكندية وسفيرها في السعودية، وسلوكها منهج التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة.

وما تعلم السفيرة وتعلمه الحكومة الكندية، وما يعلمه العالم كله عن تاريخ المملكة عبر عصورها، منذ عهد التأسيس على يد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- أن هذه البلاد برجالها وملوكها ومنهجها، خطٌ أحمر، لا يتجاوزه إلا معتوه لا يفقه في السياسة شيئا. ولهذا جاء الموقف العربي والعالمي من موقف السعودية فيما اتخذته من إجراءات، مؤيدا ومباركا، هذا الموقف الحازم والجاد.

ولا يُستغرب على مملكة الحزم هذا الموقف الشجاع والرادع لكل من أراد المساس بشأننا ومواطنينا، وهذا ما أفصح عنه بيان وزارة الخارجية السعودي، والذي جاءت عباراته في صميم الرد القوي الذي يعرفه الحقوقيون ورجال السياسة والدبلوماسية، عندما جاء في البيان: إن هذا الموقف السلبي والمستغرب من كندا يُعّد ادعاء غير صحيح جملة وتفصيلا، وإنه لم يُبنَ على أي معلومات أو وقائع صحيحة، وإن إيقاف المذكورين تم من الجهة المختصة وهي النيابة العامة... إلخ ما جاء في بيان واضح رادع وصريح، واعتبر البيان هذا تدخُّلا صريحا في شأن داخلي سعودي لا نسمح إطلاقا بالتدخل فيه.

لقد وقف الشرفاء في العالم يؤيدون سياسة المملكة فيما اتخذته من إجراءات بطرد سفير كندا، وإيقاف الرحلات، ونقل المُبتعثين، وإيقاف التبادل التجاري والعقود الاستثمارية، لتعلم كندا وغيرها في العالم أن الموقف القوي من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، هو موقف يعدّ في عهد الحزم والعزم، عهد سلمان وسمو ولي عهده محمد بن سلمان، هو خط انتهجته الدولة للحفاظ على مصالحها وقوّتها الدبلوماسية، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شأنها -كائنا من كان- .

آن لكندا وللآخرين من سماسرة التدخل في شؤون الآخرين، الذين نعلم نواياهم ودعمهم كل عمل يُراد به زعزعة الأمن، أو التدخل في شأننا الداخلي، أن يعوا الدرس، وأن هذا الأمر هو طريق واحد لا رجعة فيه، اتخذته السعودية منهجا واضحا عبر سياستها الخارجية، بتوجيهات من قيادتها وولاة أمرها، لأن المملكة ليست دويلة يُلعب بها ذات اليمين وذات الشمال وشكرا لكل من وقف مع المملكة، مؤيدا للحق من الأصدقاء والمنظمات الحقوقية وغيرها.

وخلال هذه الأزمة جاء لقاء وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ليوضح نصاعة الموقف وجديته، وأن مصالح المملكة وشعبها هو رأس الأمر في توجهاتنا كلها، وأكد عزمها على ردع كل من أراد أن يتدخل في شؤونها، أو يزايد على مواقفها الصلبة التي لا تلعب بها الأهواء، فهي دولة حزم وعزم وإرادة جادة على مر تاريخها الطويل. وهذا هو ديدن هذه البلاد المحروسة بعناية الله