فلاديمير سكوسيريف*


*كاتب بصحيفة (نيزافيسيمايا جازيتا) - الروسية


كلما كان الصراع على الهيمنة في الاقتصاد العالمي أكثر حدة، كلما زادت فرص تحوله إلى نزاع عسكري، طالما صرحت الصين بأنها لن تخضع للرسوم الجمركية الجديدة التي تفرضها عليها الولايات المتحدة.

وعلى مدار 40 عاما من العلاقات الدبلوماسية، لم تكن النزاعات التجارية بالأمر الجديد بين الصين والولايات المتحدة.

وأظهر التاريخ أن البلدين كان لديهما دائما الوسائل لمواجهة هذه النزاعات.

ويرجع تاريخ إحدى هذه النزاعات إلى الثمانينات، عندما حدث خلاف بين الدولتين في مجال المنسوجات. وبعد أن توصل الجانبان إلى اتفاقية خلال المفاوضات، وفتح رجال أعمال صينيون مصانع للنسيج في الولايات المتحدة، خلقت صناعة النسيج مزيدا من فرص العمل، كما خلقت مزيدا من التعاون بدلا من المواجهة.

ووفقا للباحث السياسي الأميركي هاري كيزيانز، يمكن أن تُجرّ الصين والولايات المتحدة إلى عمل عسكري حتى ضد إرادتهما.

وإضافة إلى الصراع الاقتصادي، فإن أسخن النقاط التي قد تؤدي صراع عسكري، هي بحر الصين الجنوبي، الذي تحمل السفن عبره بضائع بتريليونات الدولارات، وتحت قيعانه احتياطات ضخمة من النفط والغاز والثروات الأخرى.

أقامت الصين قواعد عسكرية هناك، وأعلنت تبعية جزء كبير من مياهه لها، فيما ترسل الولايات المتحدة إلى هناك سفنا حربية وطائرات تحت شعار حماية حُرية الملاحة. إنها الحالة التي يُمكن أن تؤدي إلى اندلاع معارك.

ولم يزل الخلاف بين اليابان والصين قائما حول جزر دياويو «سينكاكو» غير المأهولة، في بحر الصين الشرقي.

ففي حال اندلاع اشتباك عسكري غير مقصود بينهما في البحر أو في الجو، ستضطر الولايات المتحدة إلى الوقوف مع حليفتها اليابان.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كاشين، لصحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا»: الآن، هناك خطر حدوث صدام مباشر بين الولايات المتحدة والصين في حده الأدنى. لكن على مدى عقود، كانت العلاقات الاقتصادية القوية بمثابة عامل استقرار مهم في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وتبعتها العلاقات بين الناس، والتبادلات في المجالات الثقافية والعلمية والتربوية. ذلك، خلق أساسا متينا للعلاقة. كانت هناك مجموعات مصالح مستقرة بين ممثلي النخبة في كلا البلدين، سعت إلى تعزيز العلاقات بينهما.

أما إذا استمرت الحرب التجارية -وفقا لكاشين- فسيزول هذا الأساس بالتدريج، وفي مرحلة لاحقة من المواجهة يُمكن أن يميل كلا الطرفين إلى إجراءات عسكرية أكثر حزما.