«المستقبل يكسب رهانه، محب الإطلاع، ذو الفضول وقد يكون غريب الأطوار!» من لا يخاف التجربة، والاستكشاف، وبالتالي ذلك الطفل الذي كاد أن يفقأ عينك ليكتشف ما هي؟! وود الاطلاع على ما بداخلها، قد يكون هو المنتصر الوحيد بين أقرانه في سباق الحياة!

صفة الفضول، هي من أهم مميزات مرحلة الطفولة والتي تمكن الطفل من أن يصبح طالبا أبديا ومستعدا لاكتساب مهارات جديدة في مدرسة الحياة. فلنتفق أولا، ما هو الفضول؟

الفضول هو رغبة ملحة ودافعة تشعر بها تستحثك على معرفة المزيد عن شيء ما. وهناك عدد ليس بالقليل من الباحثين درسوا الفضول ووجدوا أن أشد أعدائه هو الخوف والقلق، فهما من أهم عوائق لهفة الإنسان لمعرفة الجديد. وبإلقاء نظرة سريعة على العديد من المراجع العلمية التي تتحدث عن الفضول، نجد أن لهذه العملة الذهبية بعدين، البعد الأول: هو التمدد Stretching والبعد الثاني هو العناق Embracing، أي لتكون فضوليا متفوقا لا بد أن يكون لديك القدرة على التمدد والبحث عن خبرات ومعارف جديدة، وأيضا الاستعداد لعناق الغموض والنتائج التي لا يمكنك التنبؤ بها بكل سرور! وعندما ندمج هذين البعدين ينتج لنا عدة أنواع من الأشخاص الفضوليين:

فضولي «مسحور» جدا بكل ما يرى ولا يتوقف عن الاكتشاف، ويفرحه التعلم والنمو.

وفضولي «حلال المشاكل»، لديه عاطفة مميزة، القلق والتوتر لديه يطغى على البهجة بالتعلم والبحث، يفكر بعمق وبشكل تجريدي، ليقلص فجوات المعرفة لديه.

وفضولي «متعاطف»، لديه رغبة كبيرة لمعرفة بماذا يفكر الناس من خلال الحوار، والاستماع إلى أحاديث من حوله، وفضولي «متجنب»، قدراته منخفضة جدا في تحمل الضغوط التي تنتج عن الغموض والمناطق المجهولة وغير المتوقعة.

الفضول صفة من الصعب وصفها في مقال علمي، أو سرد أبعادها وأنواعها في كتاب، ولا حتى جمع قصص النجاح التي كان بطلها متصدرا المشهد لأن والديه لم يوقفا أبدا تدفق أسئلته عندما كان طفلا، ولأن معلميه في المدرسة، كانوا على وعي ودراية عن ماذا يعني «الخيال الفطري» ولم يعلموه فقط كيف يقرأ ولكن كيف يسأل بعد كل درس، ويشكك فيما يقرأ ويبحث عن دليل.

ولكن الشيء الجميل والباعث على الطمأنينة هو أن جميع أبنائنا يولدون وهم محبون للاطلاع والاكتشاف، كيف يعمل العالم من حولهم وأي قوانين يتبعها؟!

وطلبي الأول والأخير أن ترعى فضول طفلك، وتهتم به تماما بمثل اهتمامك بأكله، وشربه وهندامه!

أجب عن أسئلته بشكل مبسط ويتناسب مع مرحلته العمرية.

خذه في رحلة إلى المكتبة، ودعه يختار كتبه الخاصة به، لا يهم، هل يقرأ كتبا عن الحيوانات أو كتبا عن التاريخ، بمجرد زيارته للمكتبه، واطلاعه على الكتب في مرحلة عمرية مبكرة، تزيد احتمالية أن يصبح قارئا جيدا وأيضا مؤلفا للكتب.

وجه اهتماماته ولا تثبطها، وكما قال بابلو بيكاسو، ذلك الرسام الإسباني الذي مات قبل 45 سنة، ولكن حب الاطلاع والفضول نقل لنا حكمته، «أي طفل هو فنان ولكن المشكلة كيف يبقى فنانا حتى يكبر»!!