أسعدني جداً وأثلج صدري خبر استقبال سمو أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد، لمشايخ ونواب وأعيان قرى الحد الجنوبي وما دار معهم من نقاش ثري. لأي حرب على وجه الأرض تبعاتها وتأثيرها على مناطق التماس، ومن حق الإخوة الأشاوس في هذه الأماكن علينا أن نقول لهم ما يلي: من أجلكم، ومن أجل أمنكم ومستقبلكم ومن أجل كرامتكم ووزنكم الغالي على كل هذا الوطن، قامت هذه الحرب التي فرضت علينا وتصدى لها وطنكم وقادته بكل حزم وشجاعة. وحين تنتهي هذه الحرب، وهي حتماً ستصل إلى نهاية شأنها شأن كل الحروب، ستكتشفون أنكم وأن قراكم ومدنكم ستكون أعلى الكسابين لأنكم ستتحولون إلى أماكن دفع استثماري هائل في كل شيء. ستكونون على سبيل المثال المكان المستقبل لمدن إعادة تدوير انتشار مدننا العسكرية العملاقة التي بنت فيما مضى من عمر هذا الوطن العملاق مدناً ومناطق جبارة، ساهمت بشكل مذهل في بناء محاور اقتصادية لحياة مناطق سعودية عدة.

لست قلقاً على الإطلاق على وطني من مجرد حرب مشروعة ضد فلول ميليشيا إرهابية طائفية. القلق الأكبر أن الحروب تصاحبها حروب أخرى من الإشاعات والتضليل والتخويف من كل عدو متربص، وهم للأسف كثر. سأكون معكم صادقاً وصريحاً إن قلت إن الخسارة الوطنية على خطوط التماس لدينا في الجانب المدني بشقيه الإنساني والمادي بعد ثلاث سنوات لا تكاد تذكر، بل أبداً لا تذكر. كل هذا ولله الحمد لأن قواتنا الباسلة وضعت سلامة الإنسان وحياة المواطن أهم وأرفع قواعد الاشتباك. مع هذا أود إعادة التأكيد على أنكم مكاناً وإنساناً ستكونون أول المستفيدين عندما تضع أوزارها، أمنا واستثمارا، وبيننا براهين الأيام. مع هذا سأنصفكم إن طالبت بحقكم الوطني في ميزات تفضيلية تساهم في تخفيف ما يمكن رفعه في زمن الحرب. أمثلة من قبيل إعطاء أولادكم ميزات قبول جامعية لا تخضع لصرامة الامتحانات الوطنية المختلفة طالما هم لا يحصلون على قدر من التعليم التنافسي مع غيرهم. تخفيف الرسوم التي تفرضها الجهات الحكومية على منافذ الاستثمار الاقتصادي من أجل تشجيع حركة السوق المتأثرة في الأصل، وهو مطلب أطالب به لمثل هذه الأماكن حتى في زمن السلم. إعطاء مرضى سكان خطوط التماس الأولوية في التحويل إلى المشافي الوطنية المختلفة تبعاً للتأثير المتوقع على نوعية وجودة الخدمات الصحية لهم في هذه الظروف الاستثنائية.

أختم: أنا مدعو إلى زواج نجل صديق نهاية الأسبوع في جنوب ظهران الجنوب. هذا وطن يفرح ويحتفل حتى على خطوط التماس ومن أجل هذا الأمن أرفع لوطني كبرياء الافتخار. سنرقص فرحاً على المتر الأخير من حدوده.