«ممول الإرهاب أشد خطرا من الإرهابي، فالأول: يمد حبل التغذية للإرهاب كي ينمو ويتمدد، فهو الجذر. أما الآخر: قد يتلاشى بانتهاء وظيفته، كأنه غصن مكسور».

قام الاتحاد الأوروبي -قبل أيام- بمكافأة إيران بـ20 مليون دولار على العملية الإرهابية التي خططتها إيران لقتل المعارضة الإيرانية في باريس، والتي تورط فيها دبلوماسي إيراني بسفارة إيران في فيينا، وتم إحباط العملية الإرهابية في مراحلها الأخيرة، لكن المفاجأة الدولية أن الاتحاد الأوروبي كافأ إيران على ذلك العمل الإرهابي بإعطائها ملايين اليورهات!، ويبدو أن الملا فيديريكا موجيريني تعشق نظام الملالي في إيران إلى حد مكافأة إيران على إرهابها.

عندما قرات الخبر، قلت وقتها: هل هذا يعدّ مساعدة وتمويلا ودعما لإرهاب إيران؟ وجاء بعدها تصريح مسؤول وزارة الخارجية الأميركية، الذي يشبّه ما يحدث بأن إعطاء أموال أكثر لنظام ملالي إيران يعني أنهم سيقومون بعمليات اغتيال أكثر، بسبب الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي.

هذه هي الرسالة المنطقية التي وصلت إلى كل المتابعين في العالم، إذا كانت دولة تخطط لعمليات اغتيال وإرهاب، وتقوم دول أخرى بمساعدتها ماليا، ما الاستنتاج الطبيعي؟!

للمعلومية، هذه المؤامرة لم تكتشفها أميركا ولا الدول العربية، بل الأوروبيون أنفسهم اكتشفوها، وفي أكثر من دولة توزعت الأدلة!

ثم تأتي الملا فيديريكا موجيريني كي تعطي العالم محاضرات عن مكافحة الإرهاب، لا تعليق، ويأتي بعض الاتحاد الأوروبي يتكلم عن حقوق الإنسان!

لنَقُلها صراحةً ودون مواربة، بعض الأوروبيين يريدون إيران قوية متسلطة، كي يبتزوا الخليج، خرافات حقوق الإنسان التي كانوا يتشدقون بها لم تعد «توكّل عيش»، الآن تغير الأسلوب بعد فشل الشتاء العربي، إلى خطة دعم التنمر الإيراني على العرب!. انظروا إلى دور الاتحاد الأوروبي وممثلته في اليمن، لا تستطيع أن تفرق هل هي ممثلة الاتحاد الأوروبي أم ممثلة الحوثيين؟!

صدر تقرير الفضيحة قبل أيام، وهو تقرير بعثة الخبراء من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن، كُتب فيه عن الحوثي ما لم يكتبه أتباع الحوثي عنه، يسمونه في التقرير الأممي قائد الثورة! والحرامي أبوالحاكم الحوثي أصبح لواء! واستعادة الحكومة الشرعية لأراضيها في الحديدة أصبح عدوانا!

طبعا، لا أستغرب أي شيء في التقرير، وقد كتبت سابقا عن دور بعض مسؤولي الأمم المتحدة في دعم الحوثي وتهريب العتاد وإطالة أمد الحرب، فكنت أتوقع تقريرا سيئا، لكن ليس بهذا السوء والبجاحة والتسميات. موظفو الأمم المتحدة يقتاتون على الحروب، هذا مصدر رزقهم، كلما طال أمد الأزمة كلما امتدت فترة انتدابهم، وكلما استفادوا ماديا. بعض موظفي الأمم المتحدة أسوأ من الميليشيات حول العالم، كلنا نذكر فضيحة برنامج الغذاء والدواء الأممية، كانوا فاسدين ويقتاتون على مرض وأوجاع الأطفال. لا توجد منظمة مخترقة من الدول والجماعات مثل الأمم المتحدة، وكل يبحث عن مصالحه. الحوثي وهو الحوثي -رغم ضعف مستوى التفكير والذكاء- استطاع اختراق بعض موظفي الأمم المتحدة بالمال وغيره.

قلتها سابقا، إنهم يريدون ابتزاز التحالف، وكان الابتزاز واضحا منذ البداية، أستغرب -وكررتها مرارا- جعل مركز الإغاثة لدينا في حرب ابتزاز مثل اليمن، بأن تديره إدارته كأنه جمعية خيرية، دون معرفة بألاعيب السياسة ومداخلها، ونشاطه الإعلامي موجّه للداخل، وكأن المواطن السعودي لا يعي التضحيات التي تقوم بها المملكة لليمن منذ عقود، حتى عرضه للأرقام والمساعدات للمنظمات الدولية لا يجدي نفعا!.

هم لا يسعون إلى معرفة الحقيقة والأرقام، هم يريدون ما يفيدهم، كي يبتزونا به، وهل ما زالت إدارة مركز الإغاثة عاجزة عن فهم أهدافهم؟

المنظمات الإنسانية -سواء الحكومية أو غير الحكومية «ان جي او»- تدار كمنظمات سياسية ولها أهداف سياسية، لذلك نحتاج إلى أناس عارفين بالسياسة وألعابها لقيادة مؤسساتنا الإغاثية. ودعونا نكون أكثر صراحة، نحن نستغرب رد بعض المسؤولين، دائما الفعل والمبادرة أفضل من رد الفعل، كان من المفروض توقع نتائج التقرير قبل صدوره وليس انتظار صدوره. لا يوجد بلد أو منظمة ذات مصالح إذا لم تخترق منظمات الإغاثة والأمم المتحدة في اليمن «كالمنخال بمعنى الكلمة»، حتى المنظمات الإرهابية -كحزب الله- مخترق المنظمات الدولية باليمن، والتحالف ما زال يؤدي دور اللعب النظيف، بينما الآخرون لا يريدون ذلك. هم يريدون إطالة زمن الحرب حتى لو كانت أنزه وأنظف حرب في التاريخ، سيبقون يبتزوننا ويخترعون التقارير لذلك. يجب تغيير سياستنا تجاه المنظمات الدولية في اليمن. يسمونه قائد الثورة وعليه قرارات من مجلس الأمن، فهل تتوقعون بعد ذلك أي إنصاف وحيادية؟

بينما الأوروبيون يدعمون إيران بالمال بعد المخطط الإرهابي مباشرة، ويتحدثون عن حقوق الإنسان والإرهاب. يجب أن يكون رد الفعل -مع أننا نفضل مبادرة الفعل- على قدر الفضيحة، تغيير السياسة أو تغيير الطاقم.

أوروبا وبعض المنظمات الأممية، أو ما أطلق عليهم «المبتزون الدوليون»، لا تعترف إلا بالحزم، انظروا كيف يتعامل السيد ترمب معهم، ومقدار التنازلات التي قدموها وما زال يقول ليست كافية، انظروا السيد بوتين كيف يعامل أوروبا، كتبناها سابقا تشعر أن بعض الأوروبيين عندهم متلازمة ستوكهولم. نريد أن نتعامل مع منظمات الأمم المتحدة كما تستحق أي كمنظمات مسيّسة، ولنفعل كما يفعل الجميع، ويجب أن نعرف ما يدور فيها ونعرف خفاياها ومفاصل حركتها، وكيفية صنع القرار والتأثير داخلها. نحتاج إلى دبلوماسيين محنّكين لإدارة إغاثتنا وجهودنا الإعلامية الخارجية، يكفي التوجه الإعلامي للداخل، فأكاد أجزم أن الشعب السعودي عن بكرة أبيه يعرف كرم وتضحية السعوديين في اليمن، لكن نحتاج انتشارا خارجيا محترفا، بل الأهم من هذا كله، أننا نحتاج إلى تطبيق سياسة أبو فهد وأبو سلمان «الحزم والعزم»، بكل ما تعنيه هذا الكلمات من معنى وبحذافيرها، مع كل المبتزين الدوليين، سواء أوروبا أو بعض منظمات الأمم المتحدة.