فيما أقامت القنصلية الإسرائيلية بإسطنبول، قبل يومين، احتفالا ضخما بالذكرى السبعين لقيام إسرائيل، ضم ممثلي الدول وشخصيات سياسية وفنية، اتجهت السلطات التركية، في اليوم التالي وفي تناقض واضح، لتنظيم مسيرة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بشوارع إسطنبول، ورفع المتظاهرون لافتات «الموت لإسرائيل».




وسط معلومات مغلوطة تبثها وسائل إعلام موالية لتركيا عن مشاركة سفير السعودية لدى مصر، مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أسامة نقلي، في حفل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بمناسبة الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، تجلى تناقض النظام التركي الذي تربطه علاقات وطيدة بإسرائيل، بينما يزعم في نفس الوقت من خلال وسائل إعلامه وعبر تنظيم مسيرات وهمية، عداءه لتل أبيب.

وقبل يومين أقامت القنصلية الإسرائيلية احتفالا ضخما بالذكرى السبعين لتأسيس الدولة الإسرائيلية في العاشر من مايو عام 1948، في إحدى الفنادق المطلة على ضفاف البسفور، بحضور القنصل العام الإسرائيلي في إسطنبول يوسف ليفي، وجمع من السياسيين والمشاهير في ليلة طرب تركية إسرائيلية.


علاقات أنقرة وتل أبيب

واستضاف القنصل العام الإسرائيلي في إسطنبول، خلال الاحتفال ممثلي العديد من الدول، وانضم المواطنون الإسرائيليون وجمع من أصدقاء القنصلية الذين يعيشون في تركيا، وغنّى الفنان التركي صابر سابان المغني الشهير مجموعة من الأغاني باللغتين التركية والعبرية. وقال يوسف ليفي في كلمته خلال حفل الاستقبال: «علاقتنا بتركيا متينة وقوية، وجمهورية تركيا هي أول دولة تعترف بإسرائيل، لذلك نحن نعتقد اعتقادا راسخا بأن العلاقات بين الشعبين التركي والإسرائيلي هي علاقات عريقة وسليمة، وبالتأكيد سوف تتطور أكثر، حتى لو كانت هناك خلافات دورية بين البلدين».


كذبة لا تصدق

كانت صحيفة «العربي الجديد» الموالية لتركيا قد نشرت خبرا قبل يومين، زعمت فيه حضور سفير المملكة لدى مصر أسامة نقلي، الحفل الذي نظمته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة الثلاثاء الماضي، فيما أكد المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة عدم صحة هذه الإشاعة جملة وتفصيلا. وأضاف المكتب الإعلامي بالسفارة أن مثل هذه الإشاعات مثيرة للشفقة والاستغراب، خصوصا في ظل موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية. وقال السفير السعودي في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «إن تلك الشائعة كذبة لا تصدق».


مزاعم معاداة إسرائيل

يأتي ذلك في وقت تعمل تركيا من خلال بعض المسيرات، وعبر وسائل إعلامها على الإيهام بأنها تدعم القضية الفلسطينية، ومعاداة إسرائيل، إذ شهد اليوم التالي لاحتفال القنصلية الإسرائيلية بإسطنبول، سلوكا تركيا آخر يتناقض تماما مع تنظيم الحفل أو مع ما ذكره القنصل الإسرائيلي في إسطنبول عن العلاقات الوطيدة التي تربط أنقرة بتل أبيب، حيث شهدت نفس المدينة مسيرة شعبية ترفع لافتات الموت لإسرائيل. من جانبها، أفردت وكالة الأناضول الرسمية تقارير تتناقض أيضا مع الواقع، مشيرة إلى أن بضعة آلاف من المواطنين الأتراك بمدينة إسطنبول شاركوا عقب صلاة الجمعة، في مسيرة تضامنية مع مسيرات العودة التي تنطلق أسبوعيا، على الحدود الشرقية بين قطاع غزة وإسرائيل. وذكرت الوكالة أن المتظاهرين رفعوا الأعلام التركية والفلسطينية، وصور القدس والمسجد الأقصى، كما رفعوا لافتات كتب عليها «فلسطين للفلسطينيين»، و«الموت لأميركا ولإسرائيل»، لافتة إلى أن المظاهرة بحسب المنظمين، تستهدف دعم مسيرات العودة في فلسطين، بالإضافة إلى رفض القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن إلى مدينة القدس المحتلة.