أصبح البرنامج الشهير «واتساب» جزءا أساسيا من حياتنا، واستطاع خلال سنوات معدودة أن يفرض سيطرته علينا. وجود هذا البرنامج لم يعد محصورا على العائلة والأصدقاء والأقارب! بل فتح آفاقا جديدة لأصحاب الاهتمامات المشتركة كهواة الموسيقى، والفنون، وملاك السيارات، وتجار العقار، والإعلام، والعملات، وغيرها الكثير من الهوايات. حتى إن بعض الوزارات والشركات تدار من خلال قروبات في الواتساب. هذا الزخم في استخدم البرنامج جعل البعض يشتكي من وجوده وأنا أحدهم. صار بالنسبة لي كالواجب اليومي الذي يجب أن أنهيه قبل نهاية يومي. المشكلة ليست هنا، بل في طريقة البعض في استخدام البرنامج. أكاد أجزم أن كل من يقرأ هذه السطور يشتكي من شخص أو أكثر يرسل باليوم الواحد عشرات الرسائل أو بعبارة أخرى يرسل كل ما يصل إليه من الآخرين، حتى لو كانت رسالة شخصية خاصة. طبعا ناهيك عن نوعية الرسائل التي تبدأ بدعاء للشيخ المغامسي وتنتهي بفتاة شبه عارية تتراقص على أنغام أغنية عراقية.

هذه العينات لا تفرق ولا تميز بين الناس، يعلم أنك لا تهتم بالرياضة مثلا، ومع ذلك يرسل لك كل مقطع رياضي يصل إليه، ويعلم أنك لا تحب الشيلات، ويرسل لك كل شيلة يسمعها.

هو في الحقيقة يرسل للجميع ويصادف أنك أحدهم دون مراعاة لاهتماماتك ورغباتك. طبعا الأسوأ من هذا هو ذلك الشخص الذي يستمتع بمشاهدة مقاطع العنف الشنيعة، تجده يرسل صورا وفيديوهات كلها تقطيع أطراف وحوادث بشعة ودماء متناثرة، لدرجة أن مشهدا واحدا منها قد يبقى عالقا في ذهنك لـ«ينكّد» عليك طول اليوم.

ولذلك يحق لنا أن نطلق مبادرة (اتكيت الواتس)، بمعنى أن نكون انتقائيين فيما نرسل ولمن نرسل. فليس كل الناس لهم نفس اهتماماتنا.