أكد رئيس الفريق العلمي من الجانب السعودي لمشروع «الجزيرة العربية الخضراء» الدكتور عبدالله بن محمد الشارخ، أهمية الاكتشاف الأثري الجديد الذي أعلنه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أثناء زيارته لليابان، والذي يتمثل في العثور على موقع أثري يحتوي على آثار طبعات أقدام بشرية يقدر عمرها بحوالي 85،000 سنة، مشيرا إلى أنه يحظى باهتمام كبير في الأوساط البحثية العالمية.

وكشف الشارخ أستاذ الآثار المشارك بجامعة الملك سعود في تصريح صحفي أن الفريق العلمي للمشروع الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يجري حاليا دراسات تفصيلية حول الموقع الأثري وما يحتويه من بقايا أثرية عديدة ومتنوعة، ليتم نشر البحث في إحدى أبرز المجلات العلمية العالمية، ودورها المهم في التعريف بالتراث الحضاري للمملكة.


الأدلة الأثرية

بين الدكتور الشارخ أن الموقع سُمي باسم موقع «الأثر»، تبعا لطبيعة البقايا الأثرية التي وجدت فيه، مشيرا إلى أن دراسة بقايا الموقع المختلفة ستسهم في إعطاء رؤية واضحة حول البيئة والمناخ القديم في صحراء النفود وتنوع الكائنات الحية التي عاشت في ذلك الوقت، حيث يعد موقع «الأثر» من أقدم وأندر المواقع الأثرية بالجزيرة العربية التي تحوي طبعات أقدام بشرية وحيوانية متنوعة، مشيرا إلى أنه سيفيد في إعطاء صورة أوضح حول الموارد المعيشية المختلفة التي توفرت للجماعات البشرية، ودعم الأدلة الأثرية المكتشفة سابقا حول قدم وجود الجماعات البشرية المبكرة في الجزيرة العربية وانتشارها في مناطق جغرافية مختلفة.

وأشاد بما حظي به الفريق العلمي بدعم ومساندة من نائب الرئيس للآثار والمتاحف جمال عمر ، ومدير عام مركز الأبحاث والدراسات الأثرية بالهيئة الدكتور عبدالله بن علي الزهراني ، و مدير متحف تيماء محمد النجم .


البحيرات القديمة

يشار إلى أن «مشروع الجزيرة العربية الخضراء» تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية وهيئة المساحة الجيولوجية، وشركة أرامكو، وجامعة الملك سعود، وعدد من الجهات العلمية، والذي يتضمن دراسات أثرية بيئية معمقة للعديد من المواقع الأثرية بالمملكة شملت مواقع البحيرات القديمة في صحراء النفود وصحراء الربع الخالي، إلى جانب مواقع أخرى ارتبطت بتواجد الإنسان خلال فترة ما قبل التاريخ.


هجرة البشر

يتناول مشروع الجزيرة العربية الخضراء العلاقة بين التغييرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزيرة العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري في البلاد وهجرة البشر إليها عبر قارات العالم القديم، حتى الآن، حيث كشفت الدراسات عن أدلة على وجود مئات البحيرات، والأنهار، والغابات، والكائنات في أنحاء الجزيرة، وقد نشأت حولها العديد من الحضارات المتعاقبة.

 


- الأعمال البحثية للمشروع تحظى بمتابعة ودعم دائمين من الأمير سلطان بن سلمان

- الفريق يجري حاليا دراسات تفصيلية حول الموقع الأثري وما يحتويه من بقايا أثرية عديدة ومتنوعة

- آثار الموقع المختلفة ستعطي رؤية واضحة حول البيئة والمناخ القديم في صحراء النفود وتنوع الكائنات الحية التي عاشت في ذلك الوقت

- موقع «الأثر» من أقدم وأندر المواقع الأثرية بالجزيرة العربية التي تحوي طبعات أقدام بشرية وحيوانية متنوعة