23 سبتمبر من كل عام، ليس كأي يوم، يتم تجاوزه وتخطيه بإطراق وسكون.

23 سبتمبر، هو يوم اتحاد أجزاء تحت كل، وأعضاء ضمن كيان واحد، يوم ميلاد دولة، ما فتئت تمد جذورها المتينة، وتزهر وتثمر على مدى 88 عاما.

وَرَدْتُ وأرْدافُ النُّجُوْمِ كأنَّها

قَنَادِيْلُ فيِهنَّ المَصَابِيْحُ تزهر..

المملكة العربية السعودية، الدولة الفتية، التي تأبى الهرم، المتماسكة المعرضة للتزعزع، وإطلاقا لم يكن ذلك عرضا ومصادفة، وإنما بفعل قوي الخلق، عالي الرأس والنفس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ورباطة جأش وإقدام أبنائه وأحفاده، وتماسك، وتعاضد مواطنيه ونازليه.

عالي الرأس عالي النفس نهاضا   

قوي الأخلاق والأعضاد

وافر الحزم وافي العزم في إصداره حكمة وفي الإيراد

يطلب المطلب البعيد ولا يثنيه عنه سفاسف الحساد

لا تراه إلا بشوشا ولا تسمع قولا ينم عن أحفاد

لله درك، يا وطن ويا شعب ويا قيادة!

«نفذ السهم في صميم فؤادي»، يحق لنا إظهار الفخر، ونوقن بأن يومنا هذا هو أوان التباهي بالخصال، وامتداح المآثر.

وطن زرع فيه أبناء وحصدت فيه أرواح، واحتفلت فيه أسر باستشهاد مهج في سبيل إحقاق حق، ورفع جور وزور بدون ابتئاس ولا تبرم.

وهذا ليس بمستغرب من كل سعودي عربي الأصل، مسلم الدين، فصيح اللسان، تتلمذت عروقه ودماؤه في الجاهلية والإسلام، وازدهرت أفكاره في جامع تروى فيه رصانة وحصافة أقوام عبر عصور وأزمنة، ووضاعة شرذمة آخرين، بسبب تعجرف وتغطرس مع غفلة وحمق.

وطن كل أفراده يحفظ هذه الآية الكريمة ويسمعها مرارا، ويتلوها في كل حي، ومدينة وقرية.

«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»

ماذا تظن النتيجة لمستقبل أمة، تؤمن بهذه الآية!

وتوقن أن العلم قوة، والحكمة تمكن وجبروت.

وضعت حكومتها نصب عينيها هذه الآية، وحولت أهدافها ورؤيتها الحديثة بناء على تبصر وإدراك، وفطنة ونجابة، ووطدت الطريق لـ32 مليون شخص، هي دارهم، وسكناهم، على عدة نقاط:

التحرر من النفط، ومكافحة الفساد، واستمرار مشاريع البنية التحتية، والعمل على أضخم الصناديق السيادية.

وأصبحنا نفاخر بشفافيتنا، وطموح دولتنا المتناهي، وفي كل مشروع ومحاضرة ومدرسة، وشعار واحتفال نرى علم مملكتنا وبجانبه رمز فخرنا «رؤية 2030» وشبابنا، سواعد دولتنا القادمون مقتنعون ويباركون كلمات ولي عهدنا الطموح «نحن نفكر بطريقة مختلفة جدا، وأحلامنا مختلفة».

فيطيب لنا جميعا أن نبارك «لنا» «بنحن»، ونهنئ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة، بيومنا الوطني، وكل عام ونحن في أمن وأمان، ومن نجاح إلى فلاح ونصر وازدهار.