بدأ العد التنازلي لتنفيذ القرار السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، ومنذ صدوره أخذت الجهات المعنية بتنفيذه بجميع مناطق المملكة، بتجهيز خطط شاملة تعليمية وميدانية والاستعداد، حيث أخذت بتوفير مراكز مخصصة لتدريب النساء، وأنشطة تتعلق بأساسيات القيادة الآمنة والصحيحة، وإصدار رخص القيادة للنساء. وقد أنهى مرور محافظة الخفجي كافة الاستعدادات والتجهيزات اللازمة المتعلقة بالقسم النسائي لافتتاحه بمجرد الأمر بذلك.

 39 يوما هي المدة الزمنية التي تفصلنا عن تطبيق القرار في شوارع المملكة. ومع كل الترتيبات النهائية والاستعدادات التي تقام بمختلف مناطق المملكة، إلا أن محافظة الخفجي، تشوبها حالة من الحذر والتردد في التفاعل المجتمعي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة، فأغلب نساء محافظة الخفجي يعتقدن أن السبب الرئيسي هو مطرقة العادات والتقاليد، حيث يعد مجتمع الخفجي محافظا، بينما ترى بعض النسوة أن عدم تفعيل القرار بالمحافظة هو بسبب غياب مدارس تعليم القيادة للنساء سواء ميدانيا أو تعليميا، رغم صدور قرار بتجهيز كافة متطلبات هذا الحدث.



قرار قيادتهن

ففي التفاصيل شارك عدد من نساء ورجال محافظة الخفجي «الوطن»، في تساؤلها حول تقبل مجتمعهن موضوع قيادتهن وماهية العوائق. فأشارت الصحفية والكاتبة نوف الرويلي إلى أن نساء محافظة الخفجي بين القبول والرفض لقيادة المراة السيارة. فيما يخص نساء المحافظة فهن تحت تأثير العادات والتقاليد بينما بدواخلهن يؤيدن بقوة قرار قيادتهن.  وقالت الموظفة نورة القناص إنه منذ إصدار القرار والمجتمع السعودي عامة منقسم بين مؤيد ومعارض. وتتساءل.. رغم شمولية القرار لمناطق المملكة إلا أنه تغيب عن محافظة الخفجي في جانب الاستعدادات والمدارس لقيادة النساء أسوة بالمناطق الشرقية.

 

منفذ الخفجي

على الضفة الأخرى، يقول الكاتب فيصل الشرافي: بالنسبة للحدث الأبرز في المملكة في 10 شوال والذي سيحظى بمتابعة كبيرة سواء داخلياً أو خارجياً، وفي الخفجي لم نر أي برامج أو رصد ميداني وسبق لي طرح عدة تساؤلات، وخصت منها منفذ الخفجي كونه واجهة للدولة وثاني أكبر منفذ من حيث الحركة للمسافرين، وتوجد معلمات يتنقلن، وكان من المفترض وجود خطة وتأهيل للمنفذ لتناسب بدء المرحلة«.

مضيفا»كنا نأمل من إدارة الجوازات تطوير مكان تطبيق النساء وجعله في كبينة مثل الجوازات، لاسيما بالتزامن مع خطة وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام، بتوفير وظائف عسكرية للنساء وأيضا تصريح مدير عام الجوازات اللواء سليمان اليحيى بأن «الجوازات» تستهدف خلال الفترة المقبلة استحداث إستراتيجية جديدة لتوظيف النساء على وظيفة جندي، بحيث يكون نصف العاملين في القطاع من النساء.

قال الشرافي: «لا شك أن الخفجي واجهة وتستحق وجود مبادرات إعلامية ومن أجهزة الدولة ومن أئمة المساجد حول التثقيف والتوعية للناس، بما يكفل للجميع حق القيادة في أجواء مجتمعية وثقافية وأمنية ناجحة، خاصة مع قرب صدور نظام التحرش والذي أتمنى مع صدوره وجود خطة لنشرة بين جميع أفراد المجتمع ليحفظ للجميع حقه، ويكون بمثابة حام ومنظم للبدء بملف مهم لطالما كان مثار جدل في الداخل والخارج»، ويرى أن تعاطي المجتمع معه سيكون مرآة للمجتمع وثقافته ووعيه وصورة نتمنى أن تليق بأبناء هذا الوطن كعادتهم.



 حق مشروع

بمنظور الأديب والشاعر محمد العبدلي، فإن بنات الخفجي كبنات المملكة، ثقافة التعليم والبيئة الحاضنة للمرأة واحدة. فلو قادت المرأة السيارة فلا بأس في ذلك حسب وجهة نظري. فهذا حق مشروع ما دام هناك ضوابط شرعية رادعة عليها ولها. كذلك لضمان حمايتها من المتطفلين والمتهكمين. ويؤيد العبدلي قيادة المرأة للسيارة بمحافظة الخفجي معللا «على الأقل تعتمد على نفسها في قضاء حوائجها أو ذهابها للعمل دون الحاجة لسائق أجبني». بينما يرفض العبدلي قيادتها بحال المسافات البعيدة خارج البلدة وذلك لعدم الأمان على سلامتها بالسفر.