في الوقت الذي بدأ فيه الحوثيون يفقدون السيطرة على العاصمة صنعاء، عقب هزائمهم العسكرية على عدة جبهات، حيث تمكن 10 نواب من البرلمان اليمني من الإفلات من قبضتهم واللجوء إلى محافظاتهم، أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبدالله اللحيدان في تصريحات إلى «الوطن»، أن هروب النواب يدل على انهيار الميليشيات الحوثية وقرب نهايتها، كما يؤكد الكثير من أكاذيب وألاعيب الحوثي التي كان يوهم الشعب اليمني بها سابقا.

وقال اللحيدان: إن الحوثي وأنصاره زعموا أنهم أتوا لإنقاذ اليمن من الفساد وثبت أنهم أكبر مفسدين وعملاء لإيران، محاولين الانحراف باليمن عن مسارها العربي والإسلامي، خصوصا بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح حيث تكشفت خططهم بشكل واضح.


فرض قيود

 توقع اللحيدان أن تفرض قيود على تحركات أعضاء في البرلمان حاليا وتفتيشهم، ولكن قد يفلت العديد منهم لاحقا بعد انشغال الحوثيين في معاركهم الحربية، مبينا أن تزايد العمليات الحربية من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي قد يزيد ضعف السيطرة الحوثية، مما يمكن المزيد من أعضاء البرلمان من الهروب للتعبير عن الرغبة الحرة والإرادة الشعبية التي لا تفرض على أحد.


 الاحتفاء بباجيل

 أوضحت مصادر، أن النواب الـ10 الذين تمكنوا حتى الآن من الخروج من صنعاء، ينتمون إلى محافظات إب وذمار وتعز والجوف وريمة والحديدة وشبوة. وتم الكشف أول من أمس، عن تمكن 5 من أعضاء البرلمان من الوصول إلى العاصمة المؤقتة عدن، عن طريق تعز أو الضالع. ومن النواب الذين هربوا من الحوثيين، نائب رئيس مجلس النواب للشؤون البرلمانية والعلاقات الخارجية، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، ناصر باجيل، والذي وصل مساء أول من أمس إلى مدينة «عتق» بمحافظة شبوة، وحظي باستقبال كبير من المسؤولين والقيادات ومشايخ المحافظة.وأوضحت المصادر، أن «باجيل» الذي يتولى أيضا منصب رئيس فرع حزب المؤتمر بمحافظة شبوة، ظل في منزله بصنعاء عقب مقتل الرئيس على عبدالله صالح، كما رفض حضور جلسات البرلمان، رغم تهديدات الحوثيين له.


إذلال الحوثيين

قال عضو البرلمان، المقرب من الحوثيين، أحمد حاشد هاشم، إن هروب أعضاء البرلمان كان بسبب إذلال الحوثيين لهم، مؤكدا أن جميع أعضاء البرلمان سيغادرون صنعاء لو أتيحت لهم الفرصة، مضيفا أن بعض النواب باعوا منازلهم في العاصمة وذهبوا إلى عدن. يذكر أن ميليشيات الحوثي تفرض رقابة شديدة وإقامة جبرية على أعضاء حزب المؤتمر، منذ قتلها الرئيس علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017.

 


 عمليات عسكرية  

حقق الجيش اليمني، بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، تقدما سريعا في مديرية برط العنان بمحافظة الجوف، حيث تكبدت ميليشيات الحوثي الإيرانية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأفادت مصادر عسكرية يمنية بمقتل وإصابة 20 من عناصر ميليشيا الحوثي بينهم اثنان من القيادات الميدانية وأسر 4 آخرين في معارك مع القوات الحكومية في مديرية باقم بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمتمردين.

وفي الساحل الغربي، تشهد جبهات الحوثيين فرار العشرات من المسلحين يوميا، نتيجة الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم، والانتصارات الميدانية للمقاومة الوطنية وألوية العمالية، بدعم من التحالف العربي.

وأفادت مصادر يمنية أمس، بمقتل 67 من الميليشيات الحوثي في مواجهات جديدة مع المقاومة اليمنية، وغارات التحالف على مواقع وتجمعاتهم في الساحل الغربي.