فتحت إدارة ترمب فصلا جديدا في سياستها تجاه سورية، فتعهدت بالبقاء حتى نهاية الحرب الأهلية، في محاولة لوقف توسُّع إيران عبر الشرق الأوسط.

وتشير الرؤية التي عبَّر عنها كبار المسؤولين الأميركيين الأسبوع الماضي، إلى انعكاس دراماتيكي بعد 6 أشهر من إعلان الرئيس ترمب أنه سيسحب القوات الأميركية من سورية، وينهي التورط الأميركي في نزاع أسفر عن مقتل نصف مليون شخص على الأقل، وإرباك إدارتين أميركيتين.

وقال الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية في سورية، جيمس جيفري، إن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في البلاد، ومن المحتمل أن تشمل مهمة عسكرية موسعة، إلى أن تسحب إيران الجنود وقوات الميليشيا التي تقودها.

وقال جيمس جيفري للصحفيين الخميس الماضي «الرئيس يريدنا في سورية حتى يتم الوفاء بالشروط الأخرى». وقال إن الانسحاب الأميركي مرتبط أيضا بتحقيق هزيمة دائمة لمقاتلي «تنظيم داعش».

وتثير الإستراتيجية الجديدة المخاطر التي تواجه إدارة ترمب في سورية، إذ ينبغي أن تتخطى مجموعة من العقبات التي تشمل أيضا الدعم الروسي لبشار الأسد، الذي قلل من حافزه لتقديم تنازلات مطلوبة لإنهاء القتال.

ومن المستبعد أن تتخلى إيران بسهولة عن موطئ قدمها في البحر المتوسط بعد استثمار استمر عقودا طويلة، وتوسَّع بشكل كبير بعد أن بدأت الحرب عام 2011.

قامت إدارة ترمب بمواجهة شبكة إيران القوية من القوات بالوكالة، من لبنان إلى العراق إلى اليمن، وهو هدف رئيسي في الشرق الأوسط.

وفي سورية، يُعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يقود ما لا يقل عن 10 آلاف من المقاتلين، بما في ذلك الميليشيات الشيعية والجنود الحكوميين، ويشكل ذلك العمود الفقري للقوة التي ساعدت الأسد على استعادة مساحات شاسعة من البلاد.

وتماشيا مع الإستراتيجية الجديدة، غيَّر المسؤولون تصوُّرهم لطول مدة بقاء القوة العسكرية الأميركية، والتي يبلغ قوامها حوالي 2000 جندي، متمركزين في سورية لمحاربة «داعش».

قال قادة البنتاجون في وقت سابق، إن القوات ستغادر سورية بعد استعادة القوات المحلية استقرارها، مما يشير إلى تمديد بسيط لوجود القوات الأميركية بعد أن تم تطهير تلك المناطق. الآن، يبدو أن المسؤولين يربطون نهاية مهمة «داعش» بهدف تحقيق الأمن عبر سورية وخاتمة أكبر للحرب.

وقال جيمس جيفري، إن ترمب أعرب عن التزام قوي بالبقاء في سورية، وقد يستمتع البيت الأبيض بفرصة لإظهار تصميمه ضد إيران.

وقال خبراء الشرق الأوسط، إن التغيير في الوسائل يشير إلى رغبة أكبر من جانب إدارة ترمب في الاستفادة من الوجود العسكري في إستراتيجيتها الأكبر لعزل إيران.

 


ميسي ريان*

*كاتبة في الشؤون العسكرية ومراسلة للبنتاجون - صحيفة (الواشنطن بوست) - الأميركية