كنا نتناقش عن الاختلاف بين الأجيال، وما هي أبرز الفروقات بينها؟ فقال لي صديقي العزيز «عبدالله البعيّز» ملاحظة مهمة عن أبرز سمات هذا الجيل. يقول أبو عبدالعزيز: «هذا الجيل لا يمكن إبهاره». تأملت كثيرا في هذه الجملة العميقة ووجدتها فعلا واقعية. تذكرت أطفالي الصغار، في كل مرة اشتري لهم لعبة أو هدية فإن مدى سعادتهم بها لا يتعدى 5 إلى عشر دقائق، وبعدها يتم تحويلها لقسم المستودعات! لدرجة أنه يوجد لدينا هدايا وألعاب ما زالت جديدة في أغلفتها لم تفتح بعد.

 صرت أطرح هذه الملاحظة على كثير من أصدقائي (نحن أمام جيل لا يمكن إبهاره). فقال أحدهم ذهبت بأطفالي لديزني لاند في فلوريدا، وكان غرضنا الوحيد هو متعة أطفالنا، وتفاجأت بأني ووالدتهم كنا أكثر فرحا منهم! وأما هم فقد كانوا مشغولين في جوالاتهم!

 وهذا ما حصل مع صديق آخر، يقول اشتريت لابني أول سيارة له، بقيمة تجاوزت الثمانين ألف ريال، توقعت أنه لن ينام من الفرحة تلك الليلة! ولكن حصل ما لم أتوقعه! صحا من النوم وذهب لجامعته ولم يفتح باب السيارة إلا بعد مضي يوم كامل.

 يقول وقتها تذكرت أول «دراجة» اشتراها لي والدي، وصلت الدراجة متأخرة بالليل، كانت بالنسبة لي أطول ليلة في حياتي. لم أستطع النوم تلك الليلة، وكنت أنتظر الصبح على أحر من الجمر حتى أتمكن من اللعب بدراجتي الجديدة.

 حقيقة لا أعرف ما هو سر هذا الجيل؟ ولماذا لا نستطيع إبهاره؟ فمهما قدمنا لهم يقابلونه ببرود غريب!

 هل العولمة لها دور؟ بحيث يقارنون ما عندهم بما عند الغير! وبالتالي يصبح ما عندهم لا شيء مقارنة بما عند الغير؟