بعد زيارة رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان للسعودية لمدة يومين، صرح وزير الإعلام الباكستاني بأن باكستان قدمت دعوة خاصة للسعودية لأن تكون الشريك الثالث في ممر الحزام والطريق الذي ينطلق من الصين نحو ميناء جوادر الذي يقع على بحر العرب في باكستان، مسافة الطريق 3000 كلم، يختصر الكثير من الوقت والمسافات ما بين الصين والسعودية، وقارة إفريقيا.

استثمار السعودية في هذا الطريق يدعم تصديرنا للنفط نحو الصين. الصين رغم أنها دولة منتجة للنفط إلا أن التوقعات تشير إلى أنه إنتاج مؤقت دون مخزون كبير، وهذا يعني أن طلب الصين للنفط المستورد سيتزايد مستقبلا، خاصة تحت التوقعات التي تشير إلى انخفاض نسبة تصدير النفط الروسي.

تربط الصين نفسها بميناء جوادر في باكستان بقطار نقل البضائع، وبأنابيب ناقلة للنفط والغاز، والمستفيد الأكبر منه هو السعودية أكبر مصدري البترول وسعيها إلى تصدير الغاز أيضا، خاصة إذا صحت توقعات الحكومة الباكستانية بأن السعودية تنوي الاستثمار في هذا المشروع قريبا.

في الحقيقة إن موافقة السعودية على الاستثمار في هذا الطريق هي فرصة كبيرة لدعم اقتصادنا مستقبلا، وبل هو ضرورة أتمنى أن أرى مسؤولي الاستثمار السعودي في الخارج يسعون إلى تحقيقه بجدية ومحاولة ربط ميناء جوادر بميناء السعودية في الشرقية، ومن ثم نحو جسر الملك سلمان غرب السعودية الذي يربط القارة الآسيوية بقارة إفريقيا. وسيعتبر أهم خطوط النقل البري في حال تنفيذه بنجاح ويدعم أيضا نيوم الحديثة بجعلها منطقة تربط ثلاث قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهو حل مثالي آخر لطريق الحرير الصيني الجديد، بل سيكون مرور هذا الطريق عبر مشروع نيوم هو المحرك الأساس لاقتصاد المشروع، خاصة في مجال تمرير الصادرات، فكل الأشياء تأتي من الصين، وتفوقت الصين مؤخرا في صادراتها لتصبح أكثر بالثلث من منافستها أميركا التي تراجعت فأصبحت بوصلة الاستيراد والتصدير كلها نحو الصين، وأن يكون مشروع نيوم معبرا لطريق الحرير الصيني الجديد والصادرات، فهذا يعني أن نقاط الجذب للمشروع ستتضاعف، وسيكون المشروعان نيوم والاستثمار السعودي في طريق الحرير الذي يصل الصين بميناء جوادر رافدين لبعضهما، ويحققان الكثير من الأهداف التي أسس من أجلها المجلس السعودي الصيني الأعلى.

مشروع الطريق والحزام الذي ربط مدينة ايوو الصينية بعاصمة إنجلترا لندن بقطار نقل بضائع خلال 7 أيام، يستطيع أيضا أن يربطنا في السعودية بالصين خلال نفس المدة تقريبا متى ما سعينا لدعم المشروع عبر باكستان، وهذا ما نتمنى أن نسير باتجاهه كإحدى خططنا المستقبلية التي تصب في مصلحة اقتصادنا، مستغلين موقعنا الإستراتيجي في قلب العالم.