فيما دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، القوى الفائزة بالانتخابات إلى حسم خلافاتها واعتراضها على النتائج عبر الطرق السلمية والقانونية، وذلك على خلفية نشوب حريق في مخازن المفوضية مساء الأحد الماضي، أججت تلك الأحداث قلق الشارع العراقي، من احتمال اندلاع صراع مسلح بين فصائل شيعية تابعة لقوى تقاطعت مواقفها تجاه نتائج الانتخابات. وصرح رئيس كتلة الفضيلة النائب عمار طعمة، بأن عملية إحراق مخازن مفوضية الانتخابات وصناديق الاقتراع تبعث على القلق الشديد وتؤشر على محاولات متكررة لفرض واقع يتجاوز إرادة الناخبين، وترسخ وجود قوى وشخصيات سياسية لا تهتم ولا تبالي بمصير البلاد واستقرار شعبه، لافتا إلى بروز تحرك وسلوك سياسي بعيد عن السياقات الدستورية والتقاليد الديمقراطية.

وشدد طعمة على أن حساسية المرحلة وخطورة الموقف تتطلبان المزيد من الحكمة والعقلانية وتغليب مصلحة الشعب على مكاسب فئوية محدودة، والسبيل المناسب لنزع فتيل الأزمة يكون بانتهاج السبل والطرق القانونية للاعتراض مدعومة بمعطيات وأدلة ووقائع واضحة، ولا يمكن الاكتفاء بإثارة الاتهامات والتشكيك وتعميمها على مطلق العملية الانتخابية دون توفير وإعداد الشواهد والأدلة.

 


ملاحقة شبهات التزوير

 


 من جانبه، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، في بيان صدر مؤخرا، «إن السلطات المختصة مطالبة بالتحقيق على وجه السرعة في الشكاوى المتعلقة بالتلاعب والانتهاكات الانتخابية وبطريقة شفافة لتعزيز العملية الانتخابية وشرعية النتائج بما يتماشى مع قوانين ودستور البلاد»، مشددا على التمسك بالحلول السلمية والالتزام بحل أي نزاعات انتخابية من خلال القنوات، داعيا جميع القادة والكيانات الدستورية والسياسية إلى العمل لدعم خطوات معالجة الشكاوى المتعلقة بالعملية الانتخابية.

وأوضح الأكاديمي والمحلل السياسي قحطان الخفاجي لـ«الوطن»، أن ضمان استقرار الأوضاع الأمنية في العراق يحسم الخلافات السياسية، مؤكدا أن مجريات الأحداث باتت تثير قلق العراقيين ومخاوفهم من احتمال اللجوء إلى السلاح وإثارة الشارع، لا سيما أن إجراء عملية العد والفرز اليدوي ستؤدي إلى تغيير نسبة 40% في بعض المحافظات. وأشار الخفاجي إلى أن التغيير لن تقبله أغلب القوى الفائزة ويستغرق أكثر من شهرين، مما يعني الدخول في فراغ دستوري، لافتا إلى إمكانية أن تتجه البلاد نحو حكومة طوارئ، لتشبث كل جهة سياسية بمكتسباتها، وفي ظل ضغوطات كبيرة سياسية وأمنية من دول إقليمية، خاصة من إيران التي لا تريد أن يتراجع نفوذها السياسي في العراق.