ارتبطت الفرص بصناع القرار في الغالب، قد يكونون نبلاء أحيانا، ويمنحون لك الفرصة حتى لو لم يعرفوك، ولكن يعلمون مدى رغبتك وقدرتك، وعندما يكون صناع القرار أصدقاءك، حينها ستصنع لك فرص كثيرة لا تعد ولا تحصى.

هذا مختصر جواب لماذا لم تأت الفرصة؟ وهو ما يحدث في بعض جامعاتنا. وأتساءل: كيف ستتحول هذه الجامعات الحكومية إلى جامعات غير ربحية لاحقا، وهي لم تستطع أن تقوم بحوكمة إجراءاتها الإدارية وقرارات لجانها العليا، وهناك شواهد على ذلك.

الملاحظ أن معظم سياسات وإجراءات الجامعات في كثير من أمورها أمزجة أشخاص لا أكثر، ويعتقدون أنهم الأصح لأنهم يشعرون بالقوة، وهذا تماما ما سأسقطه على موضوع الابتعاث للكوادر الصحية في الجامعات الذي تعدّه بعض الجامعات أنه ليس ضمن خططها الإستراتيجية!، رغم حاجتها إلى ذلك.

ولكن المفارقة العجيبة في هذا الأمر، أن وزارة التعليم التي هي مظلة الجامعات، عملت وطورت برامج الابتعاث لديها بشكل سريع، وحققت قفزات كبيرة الآن، بقيادة معالي وزير التعليم الذي وضع ثقته الكبيرة في الدكتور جاسر الحربش، وخلال عامين فقط أنجزوا وحققوا كثيرا، وآخرها عندما أطلقت الوزارة مسارات ابتعاث صحية في تخصصات نوعية، هذا مؤشر محفز للجامعات أن تبادر في تطوير الكوادر الصحية، إما بالتدريب أو الابتعاث، ولكن لا خبر لا حامض حلو.

المعادلة اختلفت الآن والجامعات المتطورة هي من تسهم صنع الأفراد وتطوير أهم عناصر نجاحها وهم الشباب والشابات، والجامعات إذا استمرت جامعة لأعضاء هيئة التدريس فقط، سيصعب عليها أن تتعامل مع مواردها البشرية الأخرى، فهي الآن تجد صعوبة في التعامل مع معظم هيئة التدريس، الذين ينتظرون فرص الخروج من الجامعة، وستخسر الكل إذا لم توازن.

كيف سنتحول إلى جامعات تحقق رؤية الوطن؟!

وهذه الجامعات توقفت عن تطوير كوادرها البشرية، ولم تمنح لهم ثقة المستقبل، ولم تؤمن بهم وتحفزهم على الاستمرار في العمل والبقاء!

مؤلم جدا أن تعمل وتبذل وتقدم، وتجد نفسك في آخر المسرح المزدحم تنتظر فرصة الجلوس، وبعد انتهاء المسرحية كل المقاعد شاغرة وأنت -وحيدا- في مسرح ضخم تنتظر! ما قيمة الفرصة الآن؟!

هذا حال كثير ممن يعملون ويجتهدون ويبذلون لتحقيق ذواتهم أولا. يا جامعاتنا كونوا نبلاء معهم.