أكد خبراء في الشأن اللبناني عدم وضوح خارطة الطريق السياسية في البلاد، نتيجة الغموض الذي يلف تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الجديدة، وذلك بعد تباين المطالب وتحديد أسقف القوى السياسية لأحجامها الوزارية، الأمر الذي دفع بعملية توزيع الحصص والحقائب إلى مزيد من الاستشارات، في وقت أحدثت فيه ملفات خلافية مزيدا من التعقيد، مثل ملفات النازحين السوريين وانتقاد العهد السابق، وخروج ودخول الإيرانيين دون الختم على جوازاتهم.

 


الالتزامات الدولية

 


رغم إشاعة الأجواء الإيجابية عن قرب تشكيل الحكومة الوليدة قبل نهاية هذا الشهر، إلا أن تقارير محلية أشارت إلى وجود عراقيل لتشكيلها، وأن عربة التشكيل تسير إلى الوراء، في وقت تستعجل فيه الجهات الغربية ولادة الحكومة الجديدة نظرا للمخاطر الأمنية والاقتصادية على لبنان، في حال عدم التزامه إجراء الإصلاحات المالية والإدارية والاقتصادية الموعودة والمرتبطة بتقديم الدعم للبنان، والتي تحتاج أيضا إلى سياسة حكومية واضحة عمادها الالتزام بالقرارات الدولية والعمل على تنفيذها ومن بينها حل مشكلة سلاح حزب الله.

 


تدخلات الحرس الثوري

 


أكد القيادي في قوى «14 آذار» والكاتب إلياس الزغبي في تصريح لـ«الوطن»، أنه بعد تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، ظهرت بوادر تفاؤل في ولادة الحكومة سريعا، وقيل إن هذه الولادة لن تطول، لكن سرعان ما طرأت عقد صعبة ليس من الداخل فقط ولكن من الخارج أيضا، مشيرا إلى أن مداخلة زعيم ميليشيا فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني عن حصول حزب الله عن حصة كبيرة في مجلس النواب، ليست سوى الحاجز الكبير الذي عرقل عملية الإسراع في تشكيل الحكومة.

 ورأى الزغبي أن ادعاءات طهران بأنها تسيطر على مجلس النواب اللبناني عبر ميليشيا حزب الله، جعل الأطراف السياسية الأخرى تتريث في إخراج التشكيلة الحكومية، لئلا يؤدي هذا التسرع إلى تكريس هذا الادعاء الإيراني، بعدما لعبت طهران لعبة مكشوفة في العراق بالالتفاف على نتائج الانتخابات هناك، مبينا أن العقدة الإيرانية طغت على غيرها من العقد الداخلية التي لا يجب التقليل من أهميتها، خصوصا أن هناك ذهنيتين متحالفتين تعيقان التشكيل من جهة ذهنية «حزب الله» في فرض غلبة سياسية على الحكومة الجديدة، والتي تتلاقى مع الذهنية الثانية وهي تكتل «العهد» أي تكتل لبنان القوي، الذي يريد الاستئثار بمعظم الحقائب المسيحية، إضافة إلى محاولة «8 آذار» مع «العهد» لإجهاض النجاح البارز الذي حققه طرفان سياسيان سياديان هما «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي».

 


توازن حكومي

أضاف الزغبي «إن تكتل «العهد» وقوى «8 آذار» سعيا للتقليل من حجم وليد جنبلاط، وهناك سعي مماثل من الطرف نفسه، والمسألة باتت الآن في عهدة الحريري الذي يجب أن يقود الفريق السيادي ويفرض تشكيلة متوازنة، لا تكون خاضعة لطهران، كما ادعى سليماني وكما كررت إيران أكثر من مرة أنها تسيطر على 4 عواصم عربية».

وشدد الزغبي على ضرورة أن الحريري مطالب بفرض توازن وطني في الحكومة بحيث تكون حكومة مناصفة، ما بين الخطين السياسيين، وهذا أمر ممكن إذا تم توزيع الحكومة الثلاثينية بشكل 15 و15، فينال الفريق السيادي 15 مقعدا موزعة، 6 للمستقبل و5 للقوات اللبنانية و3 للاشتراكي ومقعد للكتائب، ويبقى النصف الأخر من الحكومة شراكة ضمن الخط الآخر، ما بين العهد وتكتله وحزب الله وحلفائه، فيكون هناك 7 وزراء للعهد وتكتله، و6 للشيعة، ومقعد لقوات المردة ومقعد للحزب السوري القومي الاجتماعي، لافتا إلى أنه في حال لم يتم الأخذ بهذه الصيغة المتوازنة، فيصح ادعاء إيران بأنها تسيطر على مجلس النواب ومن بعده الحكومة، وهو ما يمكن أن يعرقل تشكيلها، وبالتالي تأزم الوضع اللبناني أكثر وتجميد الدعم الدولي لأجل غير مسمى.


ملفات لبنانية مثيرة للجدل


تفاقم أزمة النازحين السوريين

سلاح ميليشيات إيران

فتح التجنيس للعناصر المشبوهة

السماح للإيرانيين بالدخول دون ختم

انتقاد العهد السابق

 


أسباب تأخر التشكيل


تمسك ميليشيات إيران بالسلاح

ادعاءات الإيرانيين بالسيطرة على مجلس النواب

نأي الأحزاب السياسية عن تكريس الهيمنة الإيرانية في لبنان

رغبة بعض الأطراف بالهيمنة على الحقائب الوزارية