يتعجب المتابع للأحداث مؤخرا من كم الحقد الذي يحمله البعض للمملكة العربية السعودية، رغم وقوفها دوما إلى جانب هؤلاء وقضاياهم ودولهم واقتصادهم، وإتاحة فرص العمل لهم دون تمييز بين دين وطائفة وبلد، لكنني وببحث سريع وقراءة سريعة استطعت أن أُكوّن فكرة واضحة عن سبب هذا الحقد، وهو حقد الصغار على الكبار ونجاحهم وأمنهم واقتصادهم، وخيرهم وعلاقتهم بشعبهم وترابطهم وتلاحمهم في السراء والضراء «على المرة قبل الحلوة».

هذا هو أبرز سبب لحقد بعض الصغار على مملكة العرب السعودية التي استطاعت بالعلاقة المتينة بين قيادتها وشعبها أن تحقيق أفضل استثمار حافظ على قوة المملكة وازدهارها ومستقبلها، فلا يمكن للدول أن تنمو وتتطور دون قوة بشرية تتمثل في شعوبها، وهنا نتحدث عن شعب عربي مسلم عظيم وصفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجبل طويق الذي لا ينكسر ولا يلين، فكم عظيم هذا الشعب، وكم هي عظيمة قيادته التي تراه بهذه القوة والصلابة.

عندما تنظر إلى المحرضين وتبحث في خلفياتهم تجد أن قادتهم في دولهم يعتبرونهم عبيدا صغارا، وفي أفضل الأحوال يُقتلون ويُشردون ويموتون على أبواب المستشفيات ولا يحصلون على أي دعم اقتصادي من حكوماتهم، والحد الأدنى لأجورهم لا يتجاوز الـ100 لـ400 دولار أميركي، فتراهم كلما شاهدوا محبة السعودي لوطنه وقيادته ازدادت عندهم عقدة النقص، وزاد شعورهم بالإحباط والكره للناجح والمحترم والقوي.

رسالتي اليوم إلى بعض المعارضين السوريين الذين ظهرت حقيقتهم وما يكنونه من حقد للمملكة العربية السعودية هي أن ينظروا جيدا إلى أنفسهم في المرآة، وليتذكروا أنهم قبل سنوات قليلة كانوا يأكلون ويشربون من خير السعودية، وأنه لولا الإعلام السعودي لما رأى العالم أجمع مجازر نظامكم السوري بحقكم، وأنه لولا الدبلوماسية السعودية لما حصلتم على أي دعم دولي في قضيتكم ومواجهتكم لبشار الأسد، انظروا جيدا إلى سورية التي عندما وضعت السعودية يدها على ملفها سيطر الجيش الحر على أكثر من 80% من أراضيها، وعندما تقاتلتم فيما بينكم وبعتم قضيتكم لعدد من الدول فلم تعودوا مسيطرين حتى على أنفسكم وأخلاقكم وكرامتكم، وتحولتم في ليلة وضحاها إلى مرتزقة لا يزيد سعر المعارض منكم على 200 ليرة تركية، فتوقفوا عن دناءتكم وعودوا إلى رشدكم، وخففوا أحقادكم لأن الصغير يبقى صغيرا والكبير كبارا، وأنتم كنتم وما زلتم وستبقون صغارا أمام الكبار في هذه المنطقة، اقتضى التوضيح لعلكم تعقلون!

أما رسالتي إلى إخوتي في المملكة العربية السعودية فهي أن تعلموا جيدا أن خلفكم شعبا عربيا كبيرا يعشق مملكتكم وقيادتكم، وهو شعب داعم لكم، أنتم الذين واجهتم كل التحريض على بلدكم ووقفتم كالسيف بوجه الأعداء والمسيئين والمحرضين، وقلتم للعالم أجمع إنكم أصالة السعودية وأصلها، وأنكم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وأنكم حماة الحرمين الشريفين وأقوى المواجهين لإيران وإرهابها، وأنتم المدافعون عن اليمن وشعبه وشرعيته، أنتم الصورة البهية للشعب العربي المسلم الأصيل الذي نفتخر بماضيه وحاضره ومستقبله المشرق، وسنبقى معكم حتى نهاية هذه الحياة صفا واحدا، نواجه الأعداء ونحمي أرض الحرمين.