عادت الكرة السعودية إلى الواجهة الآسيوية من جديد، عبر بوابة الأخضر الشاب الذي حقق إنجازا كبيرا، بعد أن تخطى جميع العقبات بداية بأستراليا ثم اليابان وكوريا الجنوبية.

العودة إلى الناصية الآسيوية والتأهل إلى العالمية جاءا مستحقَّين، عطفا على تأسيس تلك الفتية في درجة البراعم، مرورا بالناشئين، وجاء الحصاد في محطة الشباب، والقادم أجمل متى ما تم الحفاظ على تلك المكتسبات التي بمقدورها إضافة إنجازات أكبر، في ظل الدعم الذي تجده رياضتنا بقيادة عرّابها معالي المستشار تركي آل الشيخ.

تفوُّق الأخضر الشاب يعطي دافعا لمنتخبنا الأول، الذي يقف على عتبة الاستعدادات لخوض غمار الآسيوية للكبار، وهو أيضا يبحث عن مجد غائب منذ ربع قرن، وإرهاصات التفوق السعودي لاحت عقب التأهل لنهائيات كأس العالم بعد غياب طويل، وهذا مؤشر للعودة إلى مربع المجد السابق الذي ينتظره عشاق الكرة السعودية، ويقره المحايدون الذين يؤكدون دوما أن الكرة السعودية ركن أساسي في تألق سماء الرياضة العربية.

الحديث عن منتخبات الوطن جميل ويطول، وسأنتقل بدفة الحديث إلى الدوري المحلي، إذ كان هناك جمال آخر، يتمثل في صراع الكبار الذي يتنافس عليه الهلال والأهلي والنصر، وتراجع الأخير بعد أن فقد 5 نقاط خلال الجولتين الماضيتين، كانت أقساها الخسارة الأولى التي تلقاها من فرقة الرعب الأهلاوية بهدفين ببصمة السومة، الذي لعب دقائق معدودة لا تتجاوز الوقت بدل الضائع الذي احتسب من عمر المباراة، وحسم المعادلة لمصلحة فريقه، وأدخل النصراويين في دوامة الإشكالات، وانفرد الهلال بالقمة وحيدا، في حين أن الاتحاد بقى وحيدا في القاع، بعد أن أنهكته الضربات الموجعة، وأصبح نمرا وديعا يتطاول عليه كل من يمر على قمقمه.

أعود إلى الأهلي المختلف في الجولة الثامنة، وأثبت أنه قادم بقوة، وتجلّيه في هذه الجولة يعيدنا بالذاكرة إلى الملاكم العالمي محمد علي كلاي -رحمه الله- الذي كان يهدد خصومه بإسقاطهم في الجولة الثامنة، عندما يشير بأصابعه، ويبدو أن الأهلي ونجومه ومدربه الفذّ يعرفون أسرار الانطلاق من هذه الجولة للقفز إلى القمة.