يقال إن تعدد الخيارات هو الجحيم، وأعتقد أنه حقيقة، إن السيدة الجميلة التي تدخل إلى مكان ترتفع فيه نحوها رؤوس الرجال، وتتحدث فينصت لها الجميع، مرسلين رسائل إعجاب قصيرة المدى بالغة التأثير، تقع في جحيم تتعدد أنواعه، أهمها معاداة الرجال وليس القصص المتعلقة بالتجارب السيئة لهن، التي يحب بعض الرجال الاتكاء عليها كمبرر لمعاداة حسناء لهم.

إن هذا اللطف الفائض والمبالغ فيه الذي يمارسه الرجال عادة أمام المرأة الجميلة القوية يفقدهم هيبة الرجل، عندها فلا تعود امرأة تأمرها فطرتها أن تكون رقيقة وناعمة.

هذه الحالة لا تعيشها السيدات الأقل حصولا على الإعجاب من الرجال، إما لأنهن أقل جمالا في المظهر أو الحضور، لذا هن لطيفات مع الرجال وطيبات، ويدعون ليلا نهارا لحالة سلام مع الرجل، ويفكرن ألف مرة قبل استفزازهم ومعاندتهم أو وضع بلوك لخطيب أو زوج في وسائل التواصل الاجتماعي.

وبمناسبة البلوك، المذيعة الجميلة والمثقفة رضوى الشربيني، أو عدوة الرجل كما يسميها المصريون، دعت المصريات إلى عمل بلوك لكل رجل ارتبط معها بعلاقة ولم يقدرها جيدا، ليكتشف الرجال أنهم أصبحوا غير قادرين على الدخول على صفحات زوجاتهم وخطيباتهم ، لتبدأ حملة مضادة استخدم فيها الرجال كل قدراتهم لإثبات أن رضوى ضحية تعنيف، وهي غير جديرة أن تكون المرشدة للمصريات في علاقاتهن، لتظهر رضوى وتقول لهم أنا لم أتعرض للتعنيف من طليقي، وكل قصصكم غير حقيقية، وبدأت تفند هذه الادعاءات وتسأل الآباء إذا كان سيقبل أن يحدث لابنته ذلك.

في الحقيقة أن رضوى تقدم للنساء نصائح هي نفسها التي سيقدمها رجل لرجل، وليس حتى رجل لامرأة، لأن الرجل لو نصح امرأة تريد الطلاق سيقول انتبهي لبيتك وعيالك لو كان سبب الطلاق الخيانة مثلا، بينما لو قالها رجل لرجل لقال طلقها.

رضوى جميلة وناجحة وخياراتها كثيرة، لذا الطلاق مثلا لا يخيفها «تطلقي بكرة يجي اللي أحسن منه»، لكن النساء لسن كلهن لديهن فرصة «يجي اللي أحسن منه»، وهذا الذي لا تدركه رضوى في نصائحها.