في أميركا وحدها رُصِدت 79 ألف حالة وفاة في عام واحد بسبب مرض الأنفلونزا، ورصدت 960 ألف حالة أدخلت المستشفى ورقدت على السرير الأبيض، أما عدد الأشخاص الذين اعتراهم مرض الأنفلونزا فبلغ 49 مليون شخص!.

ولنبدأ من الأخير -49 مليون شخص مصاب- فلنفترض أن النصف منهم فقط ذهب إلى المنشآت الصحية لتلقي العلاج، فكم ستكون التكلفة؟! بالطبع باهظة جدا، فلن تقل عن 133 مليون دولار، باعتبار أن كل مريض كلف علاجه فقط 5.3 دولارات، علما أن التكلفة أكثر من هذا بكثير!.

وأما إذا أردنا حساب كم سيكلف نصف المنومين بالمستشفى فإن الواحد منهم فقط سيحتاج تنويم أسبوع واحد على الأقل، ولن تقل الكلفة المادية اليومية عن 500 دولار «1875 ريالا»، وذلك فقط مقابل التنويم بغض النظر عن التدخلات الطبية والتحاليل والصور الإشعاعية، ناهيك عن الأدوية! وأما الوفيات -القسم الثالث- فخسارة لا يمكن حسابها!!

عندما نقرأ هذه الأرقام المخيفة فإنا نبشر مجتمعنا الكريم بأن حكومتنا الراشدة ممثلة في وزارة الصحة قد حمتنا -بعد الله- من كل هذه الأخطار المشؤومة، فقامت بتوفير لقاحات الأنفلونزا الموسمية في مراكزها الصحية «المستوصفات» بشكل مجاني تلقائي سلس سريع، لا يأخذ الأمر من المتلقي للقاح أكثر من 5 دقائق.. بل قامت الوزارة مشكورة في خطوة رائعة بالتنسيق مع «كريم»، ليحضر من أراد التطعيم ويرجعه إلى منزله على نفقة الوزارة.

ولربما سأل سائل هل هناك أعراض جانبية خطيرة لهذا اللقاح؟ سنجيبه بأنه آمن جدا وليست له أعراض تذكر.

ولعله من المهم جدا أن نشير إلى أن هناك فئات مستهدفة وبشدة «At Risk» لا بد لها من أخذ اللقاح وهم كبار السن، ومن يعاني السمنة، وكذلك الحوامل ومن يعاني أمراضا مزمنة كالربو والسكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية وغيرها، وإن مما تجدر به الإشارة إلى أن الأطفال ممن دون سن العامين أنهم ليسوا في حاجة إلى أخذ هذا اللقاح.

وقبل الختام، فإن الأنفلونزا مرض فيروسي يعاني مريضه ارتفاعا «شديدا» في درجة الحرارة تصاحبه آلام في المفاصل، وخمول عام مع سيلان في الأنف، وسعال «جاف»، وربما صاحبه غثيان أو تقيؤ، ولا علاقة للأنفلونزا بالزكام الموسمي أو التهابات الحلق، وهذا الأمر يحدده الطبيب.

ختاما، فإنه من المهم أن تعلم أن اللقاح الذي سوف تأخذه غدا في مركزك الصحي سيبقى فعالا في جسمك لمدة عام كامل، أي ستعيش عاما كاملا بدون أنفلونزا بإذن الله، فلا تتأخر.سعو