في برنامج أميركي اسمه «اسأل ستيف»، يقدمه المذيع والكوميدي الأميركي الحكيم ستيف هارفي، وفي إحدى حلقاته تحدث عن الهجوم الإعلامي الأميركي على الإسلام، فقال - توضيحا لهذه الهجمة - عبارة تكشف كيف تدار الأمور في أهم بلد في العالم.

قال ستيف، «بلادنا يحركها الإعلام والسياسيون، وهم يبحثون دائما عن طريقة لاستقطاب الناس لتحقيق مكاسب في الإعلام أو الانتخابات، وهم الآن يستخدمون الهجوم على الإسلام».

ما يحدث الآن في الواقع، هو معركة استقطاب أخرى استُخدمت فيها قضية خاشقجي تحت مبرر قيم احترام الحريات، وحرية الرأي خاصة، وعدم تعريض أصحابها للقتل أو السجن أو حتى التخويف. هذه الأمور يعرف السياسيون والإعلاميون أنها ستحقق لهم استقطابا جيدا، سواء في أعداد المشاهدة أو الانتخابات.

بالطبع، لا نملك تغيير هذه العادة الأميركية، لكن العرب تقول: «وداوها بالتي كانت هي الداء»، وأعني أنها إذا كانت معركة قيم، فنحن في الأصل أولى بها، وأولى بالانتصار فيها.

نحتاج إلى خطة طريق طويل وشاق، لكنه مضمون النتائج منذ الإعلان الأول لبدئه، خاصة أن كثيرا من ملامحه موجودة سلفا لكنها لم تطبق، مثل القوانين التي تنظم العمل الإعلامي، وطريقة التقاضي فيه، وحرية ومساحة الرأي. ضمان السلامة للكاتب والصحفي بالرقابة على المسؤولين، وتحديد سلطاتهم ضد النقد وضد كُتاب الرأي والإعلاميين، خاصة صناعة منابر آمنة لتبادل الرأي الشعبي، مع حفظ حق الناس في عدم المساءلة عن الآراء.

إن هذا بعض من شيء، يجب أن نقوم به ليس فقط لإيقاف الحملات ضدنا، بل لسعادة بلادنا وأمنها وتقدمها.