يحتفل المجتمع الدولي في 20 نوفمبر باليوم العالمي للطفل، وهو التاريخ ذاته الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1959 إعلان حقوق الطفل، وهو أيضا تاريخ عام 1989 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل.

يسعى اليوم العالمي للطفل هذا العام إلى تحفيز مزيد من الأطفال إلى الالتحاق بالمدارس والترغيب في التعليم، وتحسين رفاه الأطفال، آمنين من الأذى وقادرين على تحقيق إمكاناتهم، وارتداء الزي المدرسي الأزرق، تعبيرا عن السلام في عدد من دول العالم.

في الحقيقة، تطل علينا هذه الذكرى وأطفال فلسطين تتطاير أحلامهم الطفولية إلى أشلاء، أطفال كانوا يعتقدون أنفسهم مثل باقي أطفال العالم، من حقهم اللعب والفرحة، إلا أن هذه الفرحة أبت إلا أن تقتلها وحشية الاحتلال.

هذه هي الصورة المتكررة لجرائم القتل الإسرائيلي بدم بارد، إذ قتل جيش الاحتلال قبل أيام ثلاثة أطفال، وسط قطاع غزة، إذ أطلقت عليهم طائرة عسكرية صاروخا بينما كانوا يلهون في محيط سكنهم.

سلطات الاحتلال أعلنت أن القتل كان بالخطأ ولم يكن مقصودا. الصحافة الأميركية سألت نائب الناطق الرسمي للخارجية الأميركية عن الحادثة، وهنا أُوردُ جزءا من اللقاء الصحفي، فكانت إجابة الناطق الرسمي: بالنسبة لي كأب، ذلك المكان خطير جدا، وكذلك كأب، فإنه لا يوجد أي تبرير للتهور الذي تقوم به «حماس» في التحريض على العنف الذي يعرضهم لهذا النوع من الخطر.

ثم جاء سؤال الصحفي الأميركي: وما علاقة ذلك بأطفال يلعبون؟ لم أتمكن من إيجاد أي رابط بين أطفال يلعبون وبين «حماس»، كما لم أفهم لماذا بدأت إجابتك بوصف نفسك «أنا كأب»، فهل تعني أنك تحمّل آباء الأطفال خطيئة السماح لهم باللعب؟ فأجاب: ما أقوله هو أن الوضع خطير، والسماح للأطفال باللعب في منطقة خطيرة يدل على الاستهتار.

ثم قال الصحفي الأميركي: إذًا أنت ترى أن قتل أطفال يلعبون هو خطأ الآباء، لا لأن الإسرائيليين قتلوهم؟!

قتل واعتقال الأطفال الفلسطينيين باتت سياسة إسرائيلية ممنهجة، تنتهك فيها حقوق الطفل الفلسطيني، إذ ينص القانون الدولي الإنساني في اتفاقية جنيف الرابعة صراحة، على وجوب احترام حقوق الأطفال أثناء النزاعات، وتوفير آليات تكفل وضع نصوص هذه الاتفاقات موضع التنفيذ بما يضمن حمايتهم، ويعد مبدأ التمييز من أطراف النزاع وفي جميع الأوقات بين السكان المدنيين والمقاتلين، والأهداف المدنية والعسكرية، بما في ذلك غير القادرين على القتال من المرضى والجرحى، مبدأً أساسيا في أحكام البروتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف عام 1977، بنص المادة (48)، كما أولت المادة الأولى من البروتوكول الأول الملحق بالاتفاقيات حماية خاصة للأطفال ضد أي صورة من صور خدش الحياء.

تشير التقارير العالمية الخاصة بمنظمة الدفاع عن حقوق الطفل، إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني منذ الانتفاضة الثانية، وما زال 350 منهم داخل سجون الاحتلال، بينهم 8 فتيات قاصرات، و6 أطفال يقبعون في مراكز إسرائيلية خاصّة بالأحداث، فيما جرى اعتقال 353 طفلا على الأقل منذ مطلع 2018.

أخيرا أقول: أطفال العالم يحتفلون اليوم بلبس الثياب الزرقاء ولكن ما اللون الذي سيرتديه الطفل الفلسطيني؟!