«يسبب تطعيم الأطفال بلقاح MMR -النكاف والحصبة والحصبة الألمانية- مرض التوحد، وهو تطعيم ضمن اللقاحات أو التطعيمات الروتينية في السعودية»، تصريح طبي كاذب تتصدره منتديات ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل متكرر، ويوشكون أن يضعون MMR=Autism!

ويندرج بعض المروجين لهذه الكذبة، التي بلغت الآفاق للأسف، تحت أعضاء الفريق الصحي من فئات التمريض أو الصيادلة جهلا منهم، وربما اشترك بعض فنيي الأشعة في المصيبة، حتى أدخلوا أولياء أمور الأطفال في هواجس نهارية وكوابيس ليلية، مما أدى إلى امتناع البعض عن هذه اللقاحات المهمة جدا لصحة الطفل الحافظة بإذن الله لحياته، فمنهم من يقنعه الإلحاح والتوعية الصحية، ومنهم من «يركب راسه» ويعطي قسما معظما بألا يفعل!

والحقيقة أن انصياع المجتمع للشائعات ينبني على أمرين هما ضعف الخلفية المعرفية أولا، وهذا عائد للشخص ذاته، والثاني ضعف التوعية الصحية، وهذا يقع على عاتق وزارة الصحة، ولعل مقالي هذا يعالج شيئا من الأمرين الأمريّن.

وفصل القول في هذا باختصار أنه ليس هناك ضرر ناتج عن التطعيمات الروتينية جميعها ومن بينها MMR، بل العكس، فهي تحفظ حياة الطفل من أمراض قاتلة أو معوقة، ولا يعرف لهذه اللقاحات -عندما تؤخذ تحت إشراف طبيب مختص- آثار جانبية غير ارتفاع طفيف عرضي لدرجة الحرارة، أو تورم مؤقت في مكان التطعيم مقابل حماية مدى الحياة -بإذن الله- من أمراض كانت تفتك بالأمم أمثال السل الرئوي وشلل الأطفال وغيرهما.

 وختاما فإنه في 17 ديسمبر 2002 أصدرت منظمة الصحة العالمية WHO تقريرا مفاده «لا يوجد دليل لعلاقة سببية بين MMR والتوحد» وأضافوا: «توصي GACVS بعدم حدوث أي تغيير في ممارسات التلقيح الحالية باستخدام MMR»، وأقول أنا: لا تأخذوا الفتيا إلا من أهلها، ولا تنصاعوا لشائعات وسائل التواصل الاجتماعي! ودمتم بصحة.