هل تبعثرت عاداتنا؟

هل تلوثت معتقداتنا؟

هل اهتزت ثوابتنا؟

هل اختلت الموازين؟

هل وهل وهل؟؟؟

تساؤلات كثيرة دارت بخلدي بعد أن مر الأمر بكل بساطة.

هل حقًا كان الأمر بحاجة لكل تلك الضجة؟ أكان يحتاج إلى ثلاثين عامًا ليتم البت فيه؟!

في أول يوم لتطبيق القرار خرجت لقضاء بعض الحاجيات، شاهدت عند الإشارة سيدة تقود سيارتها بكل بساطة وهدوء، منظر اعتدته كثيرًا خارج حدود بلدي ولم يثر استغرابي أو دهشتي في يوم من الأيام، لكني كنت دومًا أتساءل لماذا نحن فقط في بلدي لا نفعل ذلك! ما الخطأ في أن نقود؟

تأملت مليًا منظر السيدة بجانبي بحثًا عن أسباب تبرر ذلك المنع الذي استمر لعقود، بحثت كثيرًا عما جعل قيادة المرأة في حكم التحريم تقريبًا في مجتمعنا، ولمَّا أعياني البحث ولم أجد أسبابا منطقية تجعل قيادة المرأة السعودية من المستحيلات إن لم تكن من المحرمات، توقفت عن التفكير فقد انتهى الأمر بفضل الله.

نظرت بحبور لهاتفي حيث وضعت صورة ولي العهد كـخلفية لـشاشته وابتسمت بامتنان لرجل التغيير والتجديد الذي أخذ على عاتقه إغلاق ملف سخيف طال النقاش فيه بلا جدوى.

 من مكاني هذا وعبر قلمي أقف باحترام لعقلية ولي عهدنا الشاب الذي أثبت للعالم أننا شعب متحضر وطموح، شعب واثق بنفسه وقدراته، وأوجِّه له تحية شكر وعرفان.

تبقَّى الدور على رجال وشباب وطني الأعزاء كي يكملوا الحلقة ويضعوا أياديهم بيد رجل المرحلة للمضي بمجتمعنا نحو المستقبل الواعد، وألا يكونوا حجر عثرة في طريق النهضة، وأن يكفوا عن الاستهزاء بأختهم المرأة السعودية وبقدراتها في جميع المجالات، ويثبتوا للعالم أنها لا تقل شأنًا عن مثيلاتها في الوطن العربي، وبأنهم فخورون بها وبإنجازاتها.

رسالةٌ أخرى أوجهها لكل فتاة في وطني بأن تكون على قدر من المسؤولية تجاه ذاتها وتجاه مجتمعها، وأن تجعل من نفسها صورة مشرفة لوطنها، وتثبت للجميع أنها ليست كما يتوقع منها بعض العقليات المريضة التي صورتها وفق أهواء مريضة.

دمتم سالمين ودام وطني شامخًا.