يشكّل التغير المناخي ومسبباته أهم القضايا التي يدرسها علماء البيئة في الوقت الحالي، ويجد اهتماما دوليا واسعا، ولا أدل على ذلك من مؤتمر باريس الأخير بشأن تغير المناخ عام 2015، والذي كان يهدف إلى الحد واحتواء الاحترار العالمي لدرجتين بحلول 2100، لذا فإن علماء المناخ يجمعون على أن السبب الرئيسي للاحتباس الحراري في الأرض، هو زيادة الغازات الدفيئة Green house gasses، الناتجة عن النشاطات البشرية وانبعاث هذه الغازات من احتراق الوقود الأحفوري من السيارات والمصانع، وفي إنتاج الكهرباء، خاصة ثاني أكسيد الكربون الذي يُعد المسؤول الأكبر عن هذا الانحباس، إضافة إلى الميثان المنبعث من مداخن القمامة والزراعة وأكسيد النيتروز المنبعث من الأسمدة والغازات المستخدمة في التبريد والعمليات الصناعية كمركبات الكلور، والفلور، والكربون، وأثرها السيئ في تحليل طبقة الأوزون، وهي التي تقوم بحمايتنا من الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي أدت إلى تكوّن ثقب الأوزون، وما يترتب عليه من مخاطر في ذلك.

إن تغير المناخ الناتج عن التلوث يعدّ أكبر تهديد للصحة في القرن الـ21، كما أشار بذلك تقرير منظمة الصحة العالمية في يناير 2016 بنيروبي، والذي اتفق فيه كل من برنامج الأمم المتحدة مع منظمة الصحة العالمية، إلى تعاون جديد يهدف إلى الحد من المخاطر البيئية على الصحة، ودعت فيه الدول إلى تجنب المخاطر المسببة لتغير المناخ وتحسين الصحة، بما في ذلك السعي نحو تقليل الوفيات المؤدية إلى السرطان وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن تلوث الهواء، والتي يزيد عددها على 7 ملايين وفاة سنويا، ويحذر التقرير من استمرار فقدان التنوع الحيوي، وتدهور النظام البيئي، لذا إذا أردنا تجنب العواقب الأسوأ، ينبغي أن يلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين لكوكبنا الذي نعيش فيه.

وهذا لن يأتي إلا بالتصدي للتهديدات الخطرة المحدقة بالاستدامة البيئية والمناخ، وهما أساس الحياة على هذا الكوكب.