خلال 60 يوما الماضية، تأكدنا أكثر فأكثر أن حقد بعضهم على مملكة العرب السعودية، نابع عن عُقد نقص ولدت مع هؤلاء الذين لم يستطيعوا -في يوم من الأيام- أن يصلوا إلى مستوى هذا الشعب العظيم، بأخلاقه وفخره بوطنه وقيادته، فأرادوا أن يدمروا السعودية، ولكنهم فشلوا كما فشل من حاول قبلهم.

إن المملكة العربية السعودية لم تعد وطنا يدافع عنه الشعب السعودي، بل هي وطن للجميع يتقاطر آلاف العرب والمسلمين من حول العالم للدفاع عنها، فهي إذا تعرضت لأي تحريض ومحاولات زعزعة أمنها الداخلي، فستكون الصخرة الأخيرة التي كُنا نعتمد عليها في مواجهة إيران وخسرناها، ومن لا يقبل برفع الرايات الإرهابية الطائفية الإيرانية فوق أسوار الكعبة والمدينة المنورة، عليه أن يقدم كل ما يملك للدفاع عن أرض الحرمين وقيادتها الحكيمة، التي وقفت في وجه العالم كله من أجل قضايا العرب والمسلمين، وآخرها قضية القدس وموضوع نقل السفارات الغربية إليها، كاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال.

إن من يتابع الأحداث المتسارعة حولنا -اقتصاديا وسياسيا- يعرف جيدا أن التحريض على السعودية ليس بجديد، ولكن الجديد هو الأساليب والوسائل المستخدمة. وهنا -أيضا- رأينا أسلوبا جديدا في التصدي لهذه الحملات قادها الشعب السعودي، الذي وصفه ولي العهد محمد بن سلمان بـ«جبل طويق»، وكان شعب المملكة أقسى من «طويق» على الأعداء، ووقف في وجه التسونامي التحريضي سدا منيعا، فكسر المشروع ومن يقفون خلفه، وتحولت أحلام الأعداء إلى كوابيس تلاحقهم أينما اجتمعوا، لتأتي التقييمات سلبية في كل ما عُمِلَ من أجله.

إن حقد بعض الدول على المملكة العربية السعودية ناجم -أيضا- عن رغبة في تصدر المشهد السياسي والاقتصادي، وهذا ما لم يتمكن لا القطري ولا الإيراني من تحقيقه، فواجههم الفشل الذريع، وأصبحوا يبحثون في كل الوسائل الفاعلة لاستهداف السعودية -قيادة وشعبا- ولكن حكمة السعودية وهدوءها في التعامل مع هذه التحريضات، زرعت الخوف في قلوب أعدائها الذين شعروا بأن حربهم خاسرة، وأن مشروعهم قد فشل، فبدؤوا يتراجعون ويهرولون باتجاه المملكة، طلبا للقاء ملكها، وولي عهده الأمين.

إلى الحاقدين على السعودية من بعض الفلسطينيين، أقول: المملكة لم تتخلّ عن قضيتكم -كما يزعم المحرضون عليها- وهي وقفت وما زالت تقف خلف القضية الفلسطينية، وقبل أيام دعمت السلطة بأكثر من 60 مليون دولار،

وقدمت 50 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وترفض المملكة نقل السفارات الغربية إلى القدس، والتطبيع مع إسرائيل.

أما إلى بعض السوريين، فأذكّرهم بما قدمته السعودية لدولتهم قبل 2011، وما قدمته لثورتهم بعد 2011، من دعم إنساني وإعلامي وسياسي غير محدود، ولم تقصّر مع السوريين المقيمين على أرضها، ودعمتهم دون مقابل.

أما بعض اللبنانيين، فتذكّروا أنه لولا السعودية لما انتهت حربكم الأهلية اليوم، وما كان في لبنان دستور اسمه الطائف، ولما كان للعاصمة وسط تجاري وبنى تحتية ومدارس وجامعات، ومجلس وزراء ومجلس نواب، فكل ما ذكرت تم إعادة بنائه بدعم سعودي، إضافة إلى الدعم الاقتصادي لمصرف لبنان، بودائع تفوق 3 مليارات دولار.

أما الرسالة الأخيرة، فهي لكل العرب، تذكّروا أيها الأعزاء أن أرض المملكة حضنت كل الشعوب العربية من المغرب إلى البحرين، وأمّنت فرص عمل لهؤلاء، وساعد ذلك في دعمهم عائلاتهم في وطنهم الأم، فلا يوجد بيت في بلد عربي لم يعمل أحد أفراده في الخليج، وتحديدا في السعودية، ولا يوجد بلد عربي لم يحصل على أموال ودعم سياسي واقتصادي وإنمائي من السعودية.

شكرا للمملكة العربية السعودية، أما الحاقدون فإلى الجحيم، حيث يجب أن يكونوا مع إخوانهم الشياطين.