بينما كشفت شرطة المدينة المنورة، أمس، أن سبب وفاة طفلة عمرها 14 عاما في إحدى القرى جنوب المدينة قبل نحو يومين كان انتحارها شنقا بعد تأثرها بلعبة الحوت الأزرق، كثالث حالة تشهدها المملكة بسبب الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الأطفال، حدد مختصو أمن معلومات 4 مخاطر تؤثر على الطفل من الألعاب الإلكترونية أبرزها الظروف النفسية التي يعيشها الطفل من هذه الألعاب.  وأرجع عضو مجلس الشورى ومدير مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور فايز الشهري لـ»الوطن» أن السبب الأول في انتحار الأطفال هو الظروف النفسية التي يعيشها الطفل مع هذه الألعاب، مؤكدا دور الأسرة وأن تكون الحاضن الرئيسي لمشكلات الطفل وإحباطاته، وأن تكون داعمة وقريبة من الأبناء.


ساعات طويلة


قال الشهري إن الطفل عندما يتوحد غرفته لساعات طويلة مع الألعاب تشكل لديه مجتمعات افتراضية، مشيرا إلى أن بعض هذه المجتمعات يوجد بها منحرفون قد يستغلون الأطفال من خلال جذبهم تدريجيا لحوارات غير أخلاقية بالتأثير النفسي عليهم، حيث تكون الألعاب الإلكترونية هي البديل الطبيعي والافتراضي داخل الأسر.

أعرب الشهري عن أسفه أن الشاشات الإلكترونية تجلب الصحبة السيئة من كل مكان في العالم، ونتائجها لوحظت في بعض الأطفال، مشيرا إلى أن المملكة بحاجة إلى جهود مكثفة للتوعية، موضحا أن المنحرفين يستهدفون الأطفال من خلال البرامج الحوارية التي تصاحب هذه الألعاب، وبعض الأطفال يعجب بهذه النماذج فيتقرب منهم الأطفال من ضمن ما يسمى بعبادة الأبطال.

وأوضح الشهري أن شراء الألعاب لابد أن يكون وفق التصنيفات العمرية، وألا تسمح الأسرة بأن تصل إلى أيدي الأطفال ألعاب العنف والإباحية لمن هم تحت سن الـ15 سنة، ومتابعة المواقع الرسمية مثل موقع هيئة الإعلام المرئي والمسموع للاستفادة من المعلومات المنشورة.

 


مؤثرات خارجية


كشف خبير أمن المعلومات فهد الدريبي لـ»الوطن» أن الألعاب الإلكترونية ليست هي السبب الأول في انتحار الأطفال، مقرا بأنها مؤثرات خارجية.  وقال الدريبي إن لعبة الحوت الأزرق عبارة عن تحديات مكتوبة، ولا يوجد أي جهات رسمية توضح أن حالات الانتحار سببها الرئيسي الألعاب، مؤكدا دور أولياء الأمور والمدارس بتوعية الأطفال ومناقشتهم وتحديد أوقات للعب، ومراقبة ما يلعب به أطفالهم ومع من، والحوار البناء بين الأسرة والطفل بحجب الدردشات الإلكترونية من إعدادات الألعاب، وتوضيح المخاطر للطفل.

أوضح الدريبي أن الخطر في الألعاب الإلكترونية يأتي من المحادثات الخاصة لاستغلالها بأسباب أخرى، ويمكن حجبها عن الأطفال، وفرض قيود عليهم، معربا عن أسفه أن «طمبق» قام بتكوين علاقة مع الأطفال، حيث نشرت مقاطع وثقت أحاديث الشاب مع الأطفال. أفاد مختص أمن المعلومات إبراهيم بوحيمد لـ»الوطن» 4 حلول لاقتناء الألعاب الإلكترونية وهي توعية الطفل وشرح الأخطار وتحذيره بشكل واضح وليس التخويف، والتأكد من اقتنائه ألعابا تناسب عمره، و‏متابعته ومراقبة سلوكياته على الشبكة.


نصائح لاستخدام الألعاب


قدم خبير أمن الاتصالات والمعلومات والباحث في استراتيجيات الأمن السيبراني الدكتور عيسى السميري 6 نصائح لاستخدام الألعاب الإلكترونية بشكل آمن، مطالبا الأسر بضرورة مراقبة أبنائهم والرقابة من قبل مؤسسات المجتمع على تلك الألعاب.  وقال السميري لـ»الوطن» هناك ألعاب إلكترونية تقوم طريقة لعبها على أساس الدخول عبر برامج الشات، وعند الدخول يتم إيصال المشاركين لمشرف يتواصل معهم ويعطيهم الأوامر، مبينا أن مثل هذه الألعاب تعتمد على استغلال عقول المراهقين ورغبتهم في المغامرة.

 


دراسة التأثير


أكد المحلل النفسي والمتخصص بالقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي أن التكرار الكثير لبعض الأمور الخاصة بالتأثير على ذهنية الأطراف الآخرين أو الطرف الآخر من الصعب بمكان لمن لديه رسوخ في بعض الأفكار من الكبار، مما لا يجعل هؤلاء على ضمانة في ألا تعدل أفكارهم بدليل أن هناك من قد يؤثر عليهم من خلال الفكر المنحرف كما هو ملحوظ في مسألة الإرهاب والتطرف. وقال الغامدي «ما بالكم بتأثير هذه الأفكار على الأطفال والمراهقين والشباب الصغار، هذه الفئة لديها قابلية أكثر لإثبات ذواتهم مما يجعل كثيرا من هذه الرسائل المغلظة والمكررة ترسخ لفكرة معينة تؤثر على المتلقي، وبالتالي سينصاع هذا الشخص بشكل أو بآخر من خلال ذلك التأثير، ويبدأ في النزول للميدان وممارسة ما يطلب منه من خلال التوجيهات ضمن الفكرة العامة لخباثة هذه الألعاب الإلكترونية»، موضحا أن هذه الألعاب الإلكترونية قد تكون بالونات اختبار لدراسة الفكر المجتمعي الموجه له بشكل أو بآخر.


الهدف الاستراتيجي للعبة


حول كيفية تأثير هذه الألعاب لتؤدي إلى الانتحار أبان الغامدي أن موضوع الانتحار ليس له علاقة بالهدف الاستراتيجي للعبة، إنما وجود طلب الانتحار هو البالون الأخير لقياس مدى تعميق الفكرة والتأثير البالغ على المتلقي، وبالتالي هو الضمانة للوصول إلى الهدف المرجو من هذه اللعبة في التأثير الذي من الممكن أن يتم من خلال التوجيهات لأغراض أخرى.

وعن سؤال المحلل النفسي عن عمق التأثير على الأطفال والمراهقين بالشكل الذي يجردهم من مشاعر الخوف من أداء المهمات المطلوبة منهم، أفاد الغامدي بأن هذا الشخص يتربى مع هذه الألعاب، بمعنى أن هذه الألعاب تعطي مهمات بشكل يومي، وبالتالي يصبح الشخص تابعا لها، وذلك ضمن التشجيع لوجود مراحل تساوي جمع النقاط من باب التحدي والتفاضل فيما بين الشخص والآخر لذا يقوم بتنفيذ كافة المهمات المطلوبة منه.

 


6 نصائح آمنة:


01 الحذر أثناء اللعب من إجابة أي رسالة تطلب منك الدخول على صفحة أو تشغيل برنامج معين.

02 عدد من الألعاب عبر الإنترنت لها أسواقها الخاصة التي يتم خلالها البيع والشراء وتبادل السلع، لذا يجب الحذر من استخدام المال الحقيقي لشرائها أثناء اللعب.

03  لا تعط معلومات شخصية عنك كالعنوان والأرقام السرية وأرقام الهواتف أثناء اللعب حتى لو طلب منك ذلك للانتقال لمراحل متقدمة من اللعبة.

04 التأكد من استخدام أنظمة تشغيل محدثة لجهازك الإلكتروني وأن برامج الألعاب محدثة وأصلية وليست مقلدة.

05  التأكد من أن برنامج مكافحة الفيروسات محدث ويقوم آليا بفحص البرامج والملفات في حال تشغيلها.

06  الحذر من ملفات الغش لبعض الألعاب الشهيرة والتي تساعد على الانتقال لمراحل متقدمة لأن الهاكر يعملون على تطوير هذه الملفات للتمكن من أجهزة المستخدمين من خلال rootkits.

 


4   حلول


توعية الطفل


شرح الأخطار وتحذيره بشكل واضح وليس التخويف.


متابعته ومراقبة سلوكياته على الشبكة.

التأكد من اقتنائه ألعابا تناسب عمره.

 


4 مخاطر


عدم الانتباه من قبل

 الأسرة

إعطاء الطفل الحرية في اقتناء وتحميل الألعاب غير المناسبة

لعمره

السماح

 للألعاب المتصلة بالإنترنت بالتعرف على بعض والتواصل

الظروف النفسية التي يعاني منها الطفل

 حالات انتحار أطفال بسبب لعبة الحوت الأزرق


يونيو 2017:



 طفل «13 عاما» في جدة

يوليو 2018:



 طفل «13 عاما» في أبها


يوليو 2018:



طفلة «14 عاما» في إحدى القرى جنوب المدينة المنورة