شهدت الجولتان الأخيرتان تعثرا لقطار الكبار، وكانت الأقسى خسارة النصر من الوحدة، وقبل السقوط أمام فرسان مكة كان هناك خروج مُرّ عربيا على يد مولودية الجزائر. تعثر النصر محليا -بلا شك- المتصدر الهلال الأكثر استفادة رغم تعادله مع الفيصلي، غير أن الوصيف والثالث تعثرا.

وربما تكون الفرصة مواتية للهلال لتوسيع الفارق في حال فوزه في ديربي العاصمة، علاوة على فوزه في اللقاء المؤجل أمام أُحد، وإذا ما تحقق ذلك سيحدث بون شاسع مع أقرب منافسيه.

وفي الطرف الآخر، كان هناك حضور لافت لفرق الوسط «الوحدة والفيصلي والفيحاء والبقية»، إذ نجحت في إيقاف زحف ركب المقدمة.

بعيدا عن الحسابات، خيّم الصمت على مسلسل تقنية «var» بعد خسارة النصر الأخيرة، وذهبت الاتهامات صوب اتجاه آخر، غير أن أصواتهم لم تتوقف للإسقاط على الهلال الذي انتزع حقوقه المكتسبة من شاشة «var» التي ربما لم يعتادوا عليها سلفا. النصر توارى أمام الوحدة بتقنية نجوم الفرسان ومدربه، والحظ وقف ندا للأهلي في نزال الفيحاء، وتحرك القائم ذات مرة وتصدى ببسالة لمحاولات القلعة الخضراء التي تدفقت من جميع الأطراف، حتى الوقت القاتل لم ينصف الأهلي وفقد نقطتين ثمينتين جراء التعادل الذي حضر في الرمق الأخير إثر تسديدة انطلقت صوب مرمى العويس، لاحول له ولا قوة، فسكنت الشباك وطارت هامات الفيحاويين فرحا، ولم يصدقوا المشهد بل إن رئيس الأهلي النفيعي خرج من الملعب.

أعود إلى لقاء الوحدة والنصر، وكان أجمل ما فيه وجود رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ في المدرجات، وهو يتجاذب الحديث مع الجماهير بكل أريحية، وجُلّ الحديث حول المطالبة بضربات الجزاء لفريقهم، والمظلومية التي تحيط بهم وكأن قرار «البلنتي» يأتي من المدرجات وليس من غرفة العمليات التي تكشف كل التفاصيل، وربما تتضاعف تلك النغمات مع اقتراب مواجهة الهلال. نسيت فرحة المشجع الواعد النصراوي بعد فوزه بالجائزة التي لم تكن بخلده، وجاءت بمباركة من «أبوناصر»، وهذا الحدث للطفل سيكون خالدا في ذاكرته ولن ينساه.

العريس الصغير عبدالملك عسيري ينطبق عليه المثل «من جاور السعيد يسعد»، فهو جلس عنوة ورفض «أبوناصر» إبعاده ولا يعلم العسيري من الذي بجانبه، فحضرت المفاجأة السارة التي غيبت مسلسل «الفار» والخسارة من الفرسان.